Skip to main content
أسماء الله الحسنى- الشيخ النابلسي

أسماء الله الحسنى- الشيخ النابلسي

By sheikh nabusi

يا ولدي .. جالِس ربّك بأسمائه؛ تَرَ ألطافاً عجيبة..
اسَتغرِق في الدّعاء بها؛ يتبدَّى لك ما خَفِي عنك، وتَرقى بك من الحَسَن إلى الأحسَن !

يا بني، تُوقِظ الأسماء الحُسنى الأرواحَ لأُمنياتها، والظَّمأ لكلّ اسمٍ لا ينتهي، حتى تنتهي الحَوائج إليه !

والله بالأسماء يُطوى لك ما لا يَطويه حَوْلُك، وتَقطِفُ من الغاباتِ ما تَشاءُ ؛ لو بَلغتَ حال: (وكُنتُ يدَه التي يبطشُ بها)!
يطول الطريقُ دون الأسماء الحسنى، ولا نَصل !

انوِ صُحبةً للأسماء، تُبَلَّغْكَ إليه، وعش معه أنسَ التَوسُّل ..
والله لو اعتكفتَ إليه، لرأيتَ كيف يُغرفُ لك الفضل غَرفاً ! وإنّ الله إذا اختصَّك بالصُحبة، فقد بلغتَ من القُرب مَبلغاً
Available on
Google Podcasts Logo
Pocket Casts Logo
RadioPublic Logo
Spotify Logo
Currently playing episode

اسم الله النصير 2

أسماء الله الحسنى- الشيخ النابلسيSep 15, 2021

00:00
27:20
انستغرامنا @callmipluto
May 05, 202300:06
بودكاست جديد
Dec 31, 202200:15
اسم الله الوكيل2

اسم الله الوكيل2

وهذا اخر اسم من اسماء الله الحسنى , اتمنى من الجميع مشاركة هذه القناة و نشرها لتعم الفائدة بين ابناء المسلمين 

ولنا ولكم الاجر ان شاء الله 

استودعكم الله واتمنى لقاءكم في قنوات والمواضيع اخرى



والوكيل هو الحفيظ الحافظ لأفعال العباد المحصي لها، ومنه قوله -تعالى- على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [يونس: 108]؛ يعني: وما أنا عليكم بحفيظ أحفظ عليكم أعمالكم، ولا أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين بالله، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى" (ابن كثير).

والوكيل كذلك: هو المتكفل بأرزاق العباد، المتولي لتدبير شئونهم، والقائم على قضاء مصالحهم، الذي يتولى أمور أوليائه ويرشدهم إلى ما فيه خيرهم، ويردهم عما فيه بوارهم،

والوكيل هو -أيضًا- الكافي الذين يلجأ إليه العباد ويعتمدون عليه، فيكفيهم ويغنيهم، فهو الموكَّل والمفوّض إليه، من العباد العاجزين القاصرين الضعفاء، فالوكيل -سبحانه- هو الذي يتصرف لغيره لعجز موكله. (التعريفات للجرجاني).

أيها المؤمنون: إن المؤمن الحق هو من توكل على ربه حق توكله، وحقيقة التوكل هي: الاعتماد على الله مع إظهار العجز، وقطع الطمع من المخلوقين، وهو الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه ماض، مع اتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في السعي فيما لا بد منه من أسباب المطعم والمشرب والتحرز الأعداء... بشرط عدم الاعتماد على السبب، وقصد مسبب الأسباب وحده -سبحانه وتعالى-.

Jun 08, 202230:13
اسم الله الوكيل1

اسم الله الوكيل1

والوكيل هو الحفيظ الحافظ لأفعال العباد المحصي لها، ومنه قوله -تعالى- على لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ) [يونس: 108]؛ يعني: وما أنا عليكم بحفيظ أحفظ عليكم أعمالكم، ولا أنا موكل بكم حتى تكونوا مؤمنين بالله، وإنما أنا نذير لكم، والهداية على الله تعالى" (ابن كثير).

والوكيل كذلك: هو المتكفل بأرزاق العباد، المتولي لتدبير شئونهم، والقائم على قضاء مصالحهم، الذي يتولى أمور أوليائه ويرشدهم إلى ما فيه خيرهم، ويردهم عما فيه بوارهم،

والوكيل هو -أيضًا- الكافي الذين يلجأ إليه العباد ويعتمدون عليه، فيكفيهم ويغنيهم، فهو الموكَّل والمفوّض إليه، من العباد العاجزين القاصرين الضعفاء، فالوكيل -سبحانه- هو الذي يتصرف لغيره لعجز موكله. (التعريفات للجرجاني).

أيها المؤمنون: إن المؤمن الحق هو من توكل على ربه حق توكله، وحقيقة التوكل هي: الاعتماد على الله مع إظهار العجز، وقطع الطمع من المخلوقين، وهو الثقة بالله والإيقان بأن قضاءه ماض، مع اتباع سنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- في السعي فيما لا بد منه من أسباب المطعم والمشرب والتحرز الأعداء... بشرط عدم الاعتماد على السبب، وقصد مسبب الأسباب وحده -سبحانه وتعالى-.

Jun 08, 202228:29
اسم الله الرزاق2

اسم الله الرزاق2

رَبُّنَا الرَّزَّاقُ، الْمُتَكَفِّلُ بِالرِّزْقِ، وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ، وَسِعَ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ رِزْقُهُ وَرَحْمَتُهُ؛ فَلَمْ يَخْتَصَّ اللَّهُ بِذَلِكَ مُؤْمِنًا دُونَ كَافِرٍ، وَلَا وَلِيًّا دُونَ عَدُوٍّ، يَسُوقُهُ إِلَى الضَّعِيفِ كَمَا يَسُوقُهُ إِلَى الْقَوِيِّ، يَسُوقُهُ إِلَى الْجَنِينِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِلَى الطَّيْرِ فِي وَكْرِهِ، يَسُوقُهُ إِلَى الثُّعْبَانِ فِي جُحْرِهِ، وَإِلَى السَّمَكِ فِي بَحْرِهِ؛ (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْعَنْكَبُوتِ: 60].

صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا؛ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ! فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قَالَ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ! ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ".

فَرِزْقُكَ مِنَ الرَّزَّاقِ مَضْمُونٌ، وَالرِّزْقُ يَطْرُقُ بَابَكَ، وَيَعَلَمُ أَيْنَ أَنْتَ، وَأَنْتَ لَا تَعْرِفُ بَابَهُ، جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ).

فَلَا تَسْتَعْجِلْ نَصِيبَكَ، وَلَا تَقْلَقْ إِنْ تَأَخَّرَ! فَالْأُمُورُ مُقَدَّرَةٌ، وَفَرَغَ رَبُّكَ مِنْهَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلِيقَةِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ؛ (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[النَّحْلِ: 1]، وَقَالَ: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 22].

وَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوَفِيَ رِزْقَهَا"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ).

لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةٍ *** صَمَّاءَ مَلْمُومَةٍ، مُلْسٌ نَوَاحِيهَا

رِزْقٌ لِعَبْدٍ يَرَاهُ اللَّهُ لَانْفَلَقَتْ *** حَتَّى تُؤَدِّي إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا

أَوْ كَانَ بَيْنَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا *** لَسَهَّلَ اللَّهُ فِي الْمَرْقَى مَرَاقِيهَا

حَتَّى تَنَالَ الَّذِي فِي اللَّوْحِ خُطَّ لَهَا *** فَإِنْ أَتَتْهُ وَإِلَّا سَوْفَ يَأْتِيهَا

Jun 07, 202228:18
اسم الله الرازق1

اسم الله الرازق1

رَبُّنَا الرَّزَّاقُ، الْمُتَكَفِّلُ بِالرِّزْقِ، وَالْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ، وَسِعَ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ رِزْقُهُ وَرَحْمَتُهُ؛ فَلَمْ يَخْتَصَّ اللَّهُ بِذَلِكَ مُؤْمِنًا دُونَ كَافِرٍ، وَلَا وَلِيًّا دُونَ عَدُوٍّ، يَسُوقُهُ إِلَى الضَّعِيفِ كَمَا يَسُوقُهُ إِلَى الْقَوِيِّ، يَسُوقُهُ إِلَى الْجَنِينِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ، وَإِلَى الطَّيْرِ فِي وَكْرِهِ، يَسُوقُهُ إِلَى الثُّعْبَانِ فِي جُحْرِهِ، وَإِلَى السَّمَكِ فِي بَحْرِهِ؛ (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْعَنْكَبُوتِ: 60].

صَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَكَّلَ بِالرَّحِمِ مَلَكًا؛ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ نُطْفَةٌ، أَيْ رَبِّ عَلَقَةٌ، أَيْ رَبِّ مُضْغَةٌ! فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَ خَلْقًا قَالَ الْمَلَكُ: أَيْ رَبِّ! ذَكَرٌ أَوْ أُنْثَى؟ شَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ؟ فَمَا الرِّزْقُ؟ فَمَا الْأَجَلُ؟ فَيُكْتَبُ كَذَلِكَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ".

فَرِزْقُكَ مِنَ الرَّزَّاقِ مَضْمُونٌ، وَالرِّزْقُ يَطْرُقُ بَابَكَ، وَيَعَلَمُ أَيْنَ أَنْتَ، وَأَنْتَ لَا تَعْرِفُ بَابَهُ، جَاءَ فِي الْحَدِيثِ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "إِنَّ الرِّزْقَ لَيَطْلُبُ الْعَبْدَ كَمَا يَطْلُبُهُ أَجَلُهُ"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ).

فَلَا تَسْتَعْجِلْ نَصِيبَكَ، وَلَا تَقْلَقْ إِنْ تَأَخَّرَ! فَالْأُمُورُ مُقَدَّرَةٌ، وَفَرَغَ رَبُّكَ مِنْهَا قَبْلَ خَلْقِ الْخَلِيقَةِ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ؛ (أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[النَّحْلِ: 1]، وَقَالَ: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذَّارِيَاتِ: 22].

وَصَحَّ عَنْهُ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ قَالَ: "إِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوَفِيَ رِزْقَهَا"(حَدِيثٌ صَحِيحٌ. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ).

لَوْ كَانَ فِي صَخْرَةٍ فِي الْبَحْرِ رَاسِيَةٍ *** صَمَّاءَ مَلْمُومَةٍ، مُلْسٌ نَوَاحِيهَا

رِزْقٌ لِعَبْدٍ يَرَاهُ اللَّهُ لَانْفَلَقَتْ *** حَتَّى تُؤَدِّي إِلَيْهِ كُلَّ مَا فِيهَا

أَوْ كَانَ بَيْنَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا *** لَسَهَّلَ اللَّهُ فِي الْمَرْقَى مَرَاقِيهَا

حَتَّى تَنَالَ الَّذِي فِي اللَّوْحِ خُطَّ لَهَا *** فَإِنْ أَتَتْهُ وَإِلَّا سَوْفَ يَأْتِيهَا

Jun 07, 202227:42
اسم الله الرحيم2

اسم الله الرحيم2

واصل الرحمة شاملها على عباده، فهي صفة فعل لربنا -تبارك وتعالى- فهو -جل في علاه- خير الراحمين وهو خيرًا حافظًا وهو أرحم الراحمين (إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، (فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ)، (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)، (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ).

فالله غفور أذلاً، فالله رحيم أذلاً، وأبداً وهو موصوف بالرحمة أذلاً وأبداً، ومن رحمته لم يؤاخذنا بسهونا وخطأنا إلا ما عمدناه، (وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الأحزاب: 5].

ومن رحمته رفع الحرج عن نبينا (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب: 50].

ومن رحمته شرع للمؤمنات ما فيه حفظهن (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:59].

ولولا رحمته ما زكت نفوسنا (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا) [النور: 21].

ولولا رحمته ما عرفنا وما علمنا أسماءه إلا برحمته، ومن رحمته ربوبيته علينا، ومن رحمته رزقه وخلقه وإيجاده لنا وتصرفه فينا.

فما أضعفنا بلا رحمة منه بل ما أعدمنا، ما أهلكنا..

رحمته وسعت كل شيء فهو يغفر للذين تابوا واتبعوا سبيله (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر:7].

فالرحيم ذو رحمة واسعة، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، قال: (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف: 156].

رحمة الرحيم خزائن لا تُحصى (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) [ص:9].

وما دام الرحيم ذو رحمة واسعة وخزائن رحمته لا تنفد، فلا تقنط من رحمته يا عبد الله (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) [الحجر:56]، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي).

Jun 06, 202230:36
اسم الله الرحيم1

اسم الله الرحيم1

واصل الرحمة شاملها على عباده، فهي صفة فعل لربنا -تبارك وتعالى- فهو -جل في علاه- خير الراحمين وهو خيرًا حافظًا وهو أرحم الراحمين (إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا)، (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، (فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ)، (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ)، (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)، (فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ).

فالله غفور أذلاً، فالله رحيم أذلاً، وأبداً وهو موصوف بالرحمة أذلاً وأبداً، ومن رحمته لم يؤاخذنا بسهونا وخطأنا إلا ما عمدناه، (وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) [الأحزاب: 5].

ومن رحمته رفع الحرج عن نبينا (لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب: 50].

ومن رحمته شرع للمؤمنات ما فيه حفظهن (ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:59].

ولولا رحمته ما زكت نفوسنا (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا) [النور: 21].

ولولا رحمته ما عرفنا وما علمنا أسماءه إلا برحمته، ومن رحمته ربوبيته علينا، ومن رحمته رزقه وخلقه وإيجاده لنا وتصرفه فينا.

فما أضعفنا بلا رحمة منه بل ما أعدمنا، ما أهلكنا..

رحمته وسعت كل شيء فهو يغفر للذين تابوا واتبعوا سبيله (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ) [غافر:7].

فالرحيم ذو رحمة واسعة، ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين، قال: (عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ) [الأعراف: 156].

رحمة الرحيم خزائن لا تُحصى (أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ) [ص:9].

وما دام الرحيم ذو رحمة واسعة وخزائن رحمته لا تنفد، فلا تقنط من رحمته يا عبد الله (وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) [الحجر:56]، (وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُوْلَئِكَ يَئِسُوا مِن رَّحْمَتِي).

Jun 06, 202227:10
اسم الله القادر2

اسم الله القادر2

تدل أسماء الله القادر والقدير والمقتدر لغةً: على السيطرة والتمكن والهيمنة, مع الحكمة التامة.

فالقادر -تبارك وتعالى- هو الذي له القدرة المطلقة، والقوة التامة الكاملة، الذي لا يُعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب، القادر على ما يشاء، الفعّال لما يريد، لا يعترضه عجزٌ، ولا ينتابه فتور، وهو الذي إذا أراد شيئًا قال له: "كن فيكون".

والمقتدر -سبحانه- هو المتمكن من كل شيء بإحاطة تامة وقوة بالغة، وظهرت قدرته في كل شيء، قال البيهقي: "المقتدر هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء". وقال المناوي: "المقتدر من الاقتدار، وهو الاستيلاء على كل من أعطاه حظًّا من قدرته". والمقتدر أبلغ من القادر.

والقدير -سبحانه- هو المُصلح للخلائق على وجهٍ لا يقدر عليه أحدٌ إلا هو، وهو الذي عظمت قدرته على خلق أعظم المخلوقات, وما من شيء تسمع به أو تراه أو تشعر بوجوده إلا والله هو الذي خلقه فقدَّره تقديرًا، فسبحان القدير -جل وعلا-.

أيها المسلمون: نظرة إلى الكون والحياة من حولنا تتجلى فيها قدرة القادر -جل وعلا-، فمن مظاهر قدرة الله تعالى:

ما يقع في كتابه تعالى من نسخ الآيات والأحكام، قال ربنا- جل وعلا-: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106]، ولو لاحظت -أيها المبارك- كيف أن الله ختم الآية بقوله: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ بينما صدَّرها بقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) والنسخ لغة الإزالة والتغيير، وهذا يستلزم القدرة الكاملة، فلا يبدّل الأحكام ولا يغيّرها، ولا يُلزم عباده بها، ويفرضها عليهم إلا الله القادر -سبحانه-.

قدرة خلق الله للمخلوقات كبيرها وصغيرها, وما فيها من عجائب الخلق , وكثرة أعدادها واختلاف أحجامها, وتنوع صورها وألوانها, (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]، (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45].

قدرة الله تعالى على إخضاع الكائنات أينما كانت, فالإنسان وهو أرقى الكائنات وأقواها قدرته ضعيفة, وهو عاجز مهما بلغ من العلم والقوة, (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 148]

ومن مظاهر قدرة القدير -سبحانه-: قدرته في نصر أوليائه رغم ضعفهم وقلة عدتهم وعددهم (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39].

Jun 05, 202228:57
اسم الله القادر1

اسم الله القادر1

تدل أسماء الله القادر والقدير والمقتدر لغةً: على السيطرة والتمكن والهيمنة, مع الحكمة التامة.

فالقادر -تبارك وتعالى- هو الذي له القدرة المطلقة، والقوة التامة الكاملة، الذي لا يُعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب، القادر على ما يشاء، الفعّال لما يريد، لا يعترضه عجزٌ، ولا ينتابه فتور، وهو الذي إذا أراد شيئًا قال له: "كن فيكون".

والمقتدر -سبحانه- هو المتمكن من كل شيء بإحاطة تامة وقوة بالغة، وظهرت قدرته في كل شيء، قال البيهقي: "المقتدر هو التام القدرة الذي لا يمتنع عليه شيء". وقال المناوي: "المقتدر من الاقتدار، وهو الاستيلاء على كل من أعطاه حظًّا من قدرته". والمقتدر أبلغ من القادر.

والقدير -سبحانه- هو المُصلح للخلائق على وجهٍ لا يقدر عليه أحدٌ إلا هو، وهو الذي عظمت قدرته على خلق أعظم المخلوقات, وما من شيء تسمع به أو تراه أو تشعر بوجوده إلا والله هو الذي خلقه فقدَّره تقديرًا، فسبحان القدير -جل وعلا-.

أيها المسلمون: نظرة إلى الكون والحياة من حولنا تتجلى فيها قدرة القادر -جل وعلا-، فمن مظاهر قدرة الله تعالى:

ما يقع في كتابه تعالى من نسخ الآيات والأحكام، قال ربنا- جل وعلا-: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 106]، ولو لاحظت -أيها المبارك- كيف أن الله ختم الآية بقوله: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)؛ بينما صدَّرها بقوله: (مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا) والنسخ لغة الإزالة والتغيير، وهذا يستلزم القدرة الكاملة، فلا يبدّل الأحكام ولا يغيّرها، ولا يُلزم عباده بها، ويفرضها عليهم إلا الله القادر -سبحانه-.

قدرة خلق الله للمخلوقات كبيرها وصغيرها, وما فيها من عجائب الخلق , وكثرة أعدادها واختلاف أحجامها, وتنوع صورها وألوانها, (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12]، (وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [النور: 45].

قدرة الله تعالى على إخضاع الكائنات أينما كانت, فالإنسان وهو أرقى الكائنات وأقواها قدرته ضعيفة, وهو عاجز مهما بلغ من العلم والقوة, (أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [البقرة: 148]

ومن مظاهر قدرة القدير -سبحانه-: قدرته في نصر أوليائه رغم ضعفهم وقلة عدتهم وعددهم (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39].

Jun 05, 202229:02
اسم الله الباسط2

اسم الله الباسط2

إن المتأمل فيما حوله من شمس تشرق وتغرب، وأمطار تمسك وتهطل، وأرزاق تشح وتفيض... وكذا المتفكر في أحوال قلبه وصدره وفي أحوال الناس من حوله ليدرك تمام الإدراك أن أفعال الله -تعالى- من القبض والبسط قد عمت هذا الكون وشملته، وإليكم بعض مظاهر ذلك وتجلياته:

السحاب الذي يُقبض من مكان؛ فلا ترى فيه قزعة ولا نقطة مطر، ويبسط في مكان آخر ويتكاثر ويهطل بالمطر، قال -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].

ومن تجليات اسمي الله القابض الباسط: أنه -تعالى- يقبض نور النهار وينشر ظلام الليل، قال -عز من قائل-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) [الفرقان:45-46]؛ "فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضًا، وخلفه في هذا الجو شعاع الشمس فأشرق على الأرض وعلى الأشياء إلى وقت غروبها" (تفسير القرطبي).

ولولا ذلك لامتد الليل أبدًا أو النهار أبدًا، قال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [القصص: 71-72]، لكنها حكمة الله -تعالى- ورحمته، الذي قال: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص:73].

ومن مظاهر اسمي الله القابض الباسط: أنه -عز وجل- يقبض قلوبًا فتحجم وترفض نور الله وهداه، ويشرح ويبسط قلوبًا أخرى فتقبله، قال -سبحانه-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام:125]؛ فالباسط يشرح الصدور فتقبل الإسلام، والقابض يقبضها فترفضه.

أما قبض الدنيا عن العباد وبسطها فشيء مشهود معلوم، وممن شهد به عتبة بن غزوان -رضي الله عنه- حين قال: "ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار" (مسلم)، وصدق الله: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ) [آلعمران: 26].

Jun 03, 202227:07
اسم الله الباسط1

اسم الله الباسط1

إن المتأمل فيما حوله من شمس تشرق وتغرب، وأمطار تمسك وتهطل، وأرزاق تشح وتفيض... وكذا المتفكر في أحوال قلبه وصدره وفي أحوال الناس من حوله ليدرك تمام الإدراك أن أفعال الله -تعالى- من القبض والبسط قد عمت هذا الكون وشملته، وإليكم بعض مظاهر ذلك وتجلياته:

السحاب الذي يُقبض من مكان؛ فلا ترى فيه قزعة ولا نقطة مطر، ويبسط في مكان آخر ويتكاثر ويهطل بالمطر، قال -تعالى-: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48].

ومن تجليات اسمي الله القابض الباسط: أنه -تعالى- يقبض نور النهار وينشر ظلام الليل، قال -عز من قائل-: (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا) [الفرقان:45-46]؛ "فالظل مكثه في هذا الجو بمقدار طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، فإذا طلعت الشمس صار الظل مقبوضًا، وخلفه في هذا الجو شعاع الشمس فأشرق على الأرض وعلى الأشياء إلى وقت غروبها" (تفسير القرطبي).

ولولا ذلك لامتد الليل أبدًا أو النهار أبدًا، قال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [القصص: 71-72]، لكنها حكمة الله -تعالى- ورحمته، الذي قال: (وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [القصص:73].

ومن مظاهر اسمي الله القابض الباسط: أنه -عز وجل- يقبض قلوبًا فتحجم وترفض نور الله وهداه، ويشرح ويبسط قلوبًا أخرى فتقبله، قال -سبحانه-: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ) [الأنعام:125]؛ فالباسط يشرح الصدور فتقبل الإسلام، والقابض يقبضها فترفضه.

أما قبض الدنيا عن العباد وبسطها فشيء مشهود معلوم، وممن شهد به عتبة بن غزوان -رضي الله عنه- حين قال: "ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت أشداقنا، فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك، فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها، فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرًا على مصر من الأمصار" (مسلم)، وصدق الله: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ) [آلعمران: 26].

Jun 03, 202228:58
اسم الله المقتدر2

اسم الله المقتدر2

مِمَّا عَرَّفَنَا بِهِ رَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَنْ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ: أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَقْبِضُ أَرْضَهُ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الزُّمَرِ: 67].

وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مُقَدِّرُ الْمَقَادِيرِ وَمُقَسِّمُهَا، عَلِمَ مَقَادِيرَ الْأَشْيَاءِ وَأَزْمَانَهَا قَبْلَ إِيجَادِهَا، ثُمَّ أَوْجَدَ مَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ يُوجَدُ؛ (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[يس: 38].

وَاللَّهُ كَتَبَ مَقَادِيرَ الْخَلْقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ بِآلَافِ السِّنِينَ، صَحَّ عَنْهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَنَّهُ قَالَ: "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).

وَلِذَا كَانَ هَذَا هُوَ الْإِيمَانَ؛ لَمَّا سَأَلَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الرَّسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَاللَّفْظُ لَهُ).

وَعِنْدَ قَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْمُمْتَحَنَةِ: 7]؛ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَغْفِرَتَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- وَرَحْمَتَهُ لِعِبَادِهِ عَنْ كَمَالِ الْقُدْرَةِ؛ فَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَكْبُرُ عَلَيْهِ عَيْبٌ أَنْ يَسْتُرَهُ، وَلَا رَحْمَةٌ أَنْ يُوصِلَهَا؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ لَهُ قُدْرَةٌ وَقُوَّةٌ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ لَهُ قُدْرَةٌ؛ فَهُوَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مَعَ كَمَالِ قُدْرَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

Jun 03, 202228:50
اسم الله المقتدر1

اسم الله المقتدر1

مِمَّا عَرَّفَنَا بِهِ رَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَنْ عَظِيمِ قُدْرَتِهِ: أَنَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- يَقْبِضُ أَرْضَهُ بِيَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاوَاتِ بِيَمِينِهِ، قَالَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[الزُّمَرِ: 67].

وَرَبُّنَا -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مُقَدِّرُ الْمَقَادِيرِ وَمُقَسِّمُهَا، عَلِمَ مَقَادِيرَ الْأَشْيَاءِ وَأَزْمَانَهَا قَبْلَ إِيجَادِهَا، ثُمَّ أَوْجَدَ مَا سَبَقَ فِي عِلْمِهِ أَنَّهُ يُوجَدُ؛ (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)[يس: 38].

وَاللَّهُ كَتَبَ مَقَادِيرَ الْخَلْقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهُمْ بِآلَافِ السِّنِينَ، صَحَّ عَنْهُ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- أَنَّهُ قَالَ: "كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ"(أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ).

وَلِذَا كَانَ هَذَا هُوَ الْإِيمَانَ؛ لَمَّا سَأَلَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- الرَّسُولَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْإِيمَانِ، قَالَ: "أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنُ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ"(أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ، وَاللَّفْظُ لَهُ).

وَعِنْدَ قَوْلِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-: (وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[الْمُمْتَحَنَةِ: 7]؛ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَغْفِرَتَهُ -عَزَّ وَجَلَّ- وَرَحْمَتَهُ لِعِبَادِهِ عَنْ كَمَالِ الْقُدْرَةِ؛ فَلَا يَتَعَاظَمُ عَلَيْهِ ذَنْبٌ أَنْ يَغْفِرَهُ، وَلَا يَكْبُرُ عَلَيْهِ عَيْبٌ أَنْ يَسْتُرَهُ، وَلَا رَحْمَةٌ أَنْ يُوصِلَهَا؛ فَلَيْسَ كُلُّ مَنْ لَهُ قُدْرَةٌ وَقُوَّةٌ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ مَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ، وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ يَغْفِرُ وَيَرْحَمُ لَهُ قُدْرَةٌ؛ فَهُوَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- مَعَ كَمَالِ قُدْرَتِهِ إِلَّا أَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

Jun 03, 202227:32
اسم الله المؤخر2

اسم الله المؤخر2

إن اسم الله المؤخر لتتجلى معانيه في شتى أرجاء هذا الكون وفي جوانب الحياة التي نحياها، وقد ذكرنا المعنى الأول من معاني اسم الله المؤخر وهو أنه -تعالى- يؤخر الأشياء والأشخاص فيضعها وفق علمه وتقديره في مواضعها، فأخَّر الليل عن النهار، والكواكب عن النجوم، والأنثى عن الذكر، والكافر عن المسلم، والعاصي عن الطائع.

فهذه امرأة العزيز كانت شريفة في قصرها، فلما عصت أذلها الله إذ فُضحت بالخطيئة وثبتت عليها بالأدلة واضطرت أن تعترف بها، وأخَّرها عن "عبدها" يوسف الذي ظلمته! وهذا أبو سفيان وكان شريفًا في مكة فلما أبى الإيمان صار بكفره مؤخَّرًا ذليلًا حتى منَّ الله عليه بالإسلام فنال العز والتقديم الحقيقي.

أما التجلي الثاني لاسم الله المؤخر: فهو الذي يؤخر الآجال والأعمار لأجل مسمى، لا يستطيع أحد له تقديمًا ولا تأخيرًا، قال -تعالى-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 49].

ولما سمع النبيُ -صلى الله عليه وسلم- أمَ حبيبة وهي تقول: "اللهم أمتعني بزوجي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، قال لها: "قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا قبل حله، أو يؤخر شيئًا عن حله" (مسلم).

والتجلي الثالث لاسم الله المؤخر: أنه -تعالى- يؤخر العذاب والعقاب -بمقتضى حكمته ورحمته- إلى أجل مسمى؛ إمهالًا لهم وحلمًا ليتوبوا، أو استدراجًا لهم ليزدادوا إثمًا، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61]، وعن الكافرين قال -تعالى-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران: 178].

Jun 02, 202228:03
اسم الله المؤخر1

اسم الله المؤخر1

إن اسم الله المؤخر لتتجلى معانيه في شتى أرجاء هذا الكون وفي جوانب الحياة التي نحياها، وقد ذكرنا المعنى الأول من معاني اسم الله المؤخر وهو أنه -تعالى- يؤخر الأشياء والأشخاص فيضعها وفق علمه وتقديره في مواضعها، فأخَّر الليل عن النهار، والكواكب عن النجوم، والأنثى عن الذكر، والكافر عن المسلم، والعاصي عن الطائع.

فهذه امرأة العزيز كانت شريفة في قصرها، فلما عصت أذلها الله إذ فُضحت بالخطيئة وثبتت عليها بالأدلة واضطرت أن تعترف بها، وأخَّرها عن "عبدها" يوسف الذي ظلمته! وهذا أبو سفيان وكان شريفًا في مكة فلما أبى الإيمان صار بكفره مؤخَّرًا ذليلًا حتى منَّ الله عليه بالإسلام فنال العز والتقديم الحقيقي.

أما التجلي الثاني لاسم الله المؤخر: فهو الذي يؤخر الآجال والأعمار لأجل مسمى، لا يستطيع أحد له تقديمًا ولا تأخيرًا، قال -تعالى-: (لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [يونس: 49].

ولما سمع النبيُ -صلى الله عليه وسلم- أمَ حبيبة وهي تقول: "اللهم أمتعني بزوجي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبأبي أبي سفيان، وبأخي معاوية، قال لها: "قد سألت الله لآجال مضروبة، وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، لن يعجل شيئًا قبل حله، أو يؤخر شيئًا عن حله" (مسلم).

والتجلي الثالث لاسم الله المؤخر: أنه -تعالى- يؤخر العذاب والعقاب -بمقتضى حكمته ورحمته- إلى أجل مسمى؛ إمهالًا لهم وحلمًا ليتوبوا، أو استدراجًا لهم ليزدادوا إثمًا، قال الله -تعالى-: (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النحل: 61]، وعن الكافرين قال -تعالى-: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران: 178].

Jun 02, 202227:58
اسم الله المقدم2

اسم الله المقدم2

إن المتأمل في حقيقة اسم الله المقدم ومعناه؛ سيتجلى له الكثير من المظاهر والصور، منها:

تقديمه -سبحانه-  للأعمال الصالحة وتأخيره  للأعمال الطالحة، قال -جل وعلا-: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7].

وكذلك: تقديمه -سبحانه وتعالى- لبعض الأعمال الصالحات على بعض، فليست كلها في مرتبة واحدة، بل أجلها وأعظمها وأهمها توحيد الله -تعالى-، وهو عمل قلبي، ثم قدَّم الصلاة على سائر العبادات البدنية، وقدَّم صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وقدَّم الصف الأول في الجماعة على سائر الصفوف... وقدَّم العمل الصالح المتعدي النفع على غيره، وقدَّم بعض الأذكار على بعضها، وقدَّم عمل السر على عمل العلانية، وفي كل عمل صالح ترى المقدم -عز وجل- قد قدَّم بعضه على بعض.

ومنها: تفضيل بعض الرسل على بعض: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253].

وكذا: تقديمه -عز وجل- الأنبياء على سائر البشر، بل وتقديمه الأنبياء على بعضهم البعض، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) [الإسراء: 55]؛ ومنه تقديمه -تعالى- لمريم على نساء العالمين، قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 42]؛ ومن ذلك -أيضًا- تقديمه -عز وجل- المؤمنين على الكافرين، والصالحين على الفاسقين.

ومن ذلك: تقديم بعض الخلق على بعض فيما وهبهم من خصائص أو قدرات أو أرزاق، ويؤخر آخرين في ذلك، قال -عز من قائل-: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) [النحل: 71].

وكذلك: تقديم الذكر على الأنثى قال -تعالى-: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: 32].

وكذا: تفضيل بعض الثمار على بعض قال -عز من قائل-: (وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) [الرعد: 4].

ومن مظاهر تقديم المقدِم -سبحانه-  تقديمه آجال بعض الخلق على آجال بعض فيموت هذا وهو صبي، ويؤخر أجل ذاك فيرد إلى أرذل العمر، وبين هذا وذاك درجات؛ فمنهم من يموت يافعًا أو شابًا أو كهلًا... قال -تعالى-: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) [الحج: 5].

Jun 01, 202228:23
اسم الله المقدم1

اسم الله المقدم1

إن المتأمل في حقيقة اسم الله المقدم ومعناه؛ سيتجلى له الكثير من المظاهر والصور، منها:

تقديمه -سبحانه-  للأعمال الصالحة وتأخيره  للأعمال الطالحة، قال -جل وعلا-: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ) [الحجرات: 7].

وكذلك: تقديمه -سبحانه وتعالى- لبعض الأعمال الصالحات على بعض، فليست كلها في مرتبة واحدة، بل أجلها وأعظمها وأهمها توحيد الله -تعالى-، وهو عمل قلبي، ثم قدَّم الصلاة على سائر العبادات البدنية، وقدَّم صلاة الجماعة على صلاة الفذ، وقدَّم الصف الأول في الجماعة على سائر الصفوف... وقدَّم العمل الصالح المتعدي النفع على غيره، وقدَّم بعض الأذكار على بعضها، وقدَّم عمل السر على عمل العلانية، وفي كل عمل صالح ترى المقدم -عز وجل- قد قدَّم بعضه على بعض.

ومنها: تفضيل بعض الرسل على بعض: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) [البقرة: 253].

وكذا: تقديمه -عز وجل- الأنبياء على سائر البشر، بل وتقديمه الأنبياء على بعضهم البعض، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ) [الإسراء: 55]؛ ومنه تقديمه -تعالى- لمريم على نساء العالمين، قال -سبحانه وتعالى-: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 42]؛ ومن ذلك -أيضًا- تقديمه -عز وجل- المؤمنين على الكافرين، والصالحين على الفاسقين.

ومن ذلك: تقديم بعض الخلق على بعض فيما وهبهم من خصائص أو قدرات أو أرزاق، ويؤخر آخرين في ذلك، قال -عز من قائل-: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ) [النحل: 71].

وكذلك: تقديم الذكر على الأنثى قال -تعالى-: (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ) [النساء: 32].

وكذا: تفضيل بعض الثمار على بعض قال -عز من قائل-: (وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) [الرعد: 4].

ومن مظاهر تقديم المقدِم -سبحانه-  تقديمه آجال بعض الخلق على آجال بعض فيموت هذا وهو صبي، ويؤخر أجل ذاك فيرد إلى أرذل العمر، وبين هذا وذاك درجات؛ فمنهم من يموت يافعًا أو شابًا أو كهلًا... قال -تعالى-: (وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ) [الحج: 5].

Jun 01, 202228:54
اسم الله الشهيد2

اسم الله الشهيد2

إنه الله الشهيد المُطَّلع على جميع الأشياء، يَسَع سمعه الأصوات خفيها وجليها، ويشمل بصره المخلوقات صغيرها وكبيرها، ويحيط علمه بالأشياء دقيقها وجليلها، الذي شهد لعباده، وعلى عباده بما عملوه.

وكما أن الله -تعالى- هو الشهيد، فكذلك هو الرقيب على ما يدور في الخواطر، وما تتحرك به اللواحظ، وما تقترفه الجوارح، المطلع على ما تكنه الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت... فالشهيد والرقيب اسمان لله مترادفان.

فقل لمن ينفرد في مكان بين أربعة جدران وحده، ثم يقلِّب في قنوات المجون والفسق على تلفازه، قل له: أنت لست وحدك! وقل لمن يدخل على المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية: إنك لست وحدك! وقل لمن خلا بريبة في ظلمة وقد أَمِن من المراقب: إنك لست وحدك! إن معك الله! معك الله -تعالى- الذي لا تخفى عليه خافية، قال -عز وجل-: (مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا) [المجادلة:7].

وكلما اتقدت فيك نار شهوة حرام، فقل لها: ويحك، عليَّ رقيب! وكلما خاطبك هواك أن قد خلوت فارتع! فقل له: ويلك، عليَّ شهيد! وكلما هممت بأكل مال حرام وقد سولت لك نفسك؛ أنه لن يطلع على ذلك أحد، فاصرخ فيها: بل عليَّ شهيد! وكلما استترت عن أعين الخلق وظننت أنه لم يعد يراك أحد فتذكر قول الله: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) [النساء:108]، فما أضيع عقولهم!

وإذا خلـوت بريــبـة في ظـلمــة *** والنـفـس داعـيــة إلى الطغـيـان

فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الــذي خــلق الظــلام يراني

فهذا هو المعنى الأول من معاني اسم الله الشهيد، أما المعنى الثاني فهو الشهيد بمعنى الشاهد، فهو -عز وجل- خير من يشهد ويُستشهد، وهو -تعالى- يشهد على الخلق يوم القيامة، وكذا في الحياة الدنيا، ففي قصة التاجر الذي استلف ألف دينار من أخيه على أن يردها في موعد محدد، فإنه لما لم يجد سفينة تُقلُّه قال: "...وسألني شهيدًا، فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك" (البخاري)، وفي خطبة حجة الوداع استشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه قائلًا: "ألا هل بلغت؟... اللهم فاشهد" (متفق عليه).

وقد قال ابن كثير في قول الله -تعالى-: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الإسراء:96]، "أي: حسبي الله، وهو الشاهد علي وعليكم، شاهد عليَّ فيما بلغت عنه من الرسالة، وشاهد عليكم أيها المكذبون فيما تفترونه من البهتان".

أيها المسلمون: ما أجمل الحياة في ظلال اسم الله الشهيد؛ فهي جنة الدنيا وروحها وريحانها، وهل هناك حياة أسعد ممن يعيش في معية الله؟! يستشعر نظر الله فيفعل ما إلى مولاه يقربه، ويهجر ما يسخطه ويغضبه؛ لا يجد في ذلك وحشة بل يحب الخلوة، وهل يستوحش من خلا بمولاه؟! لا يخلد أو يركن الدنيا بل هو زاهد في الحياة؛ يود منها فكاكًا لأنها تأسره عن لقاء ربه!

إن من عاش في ظلال اسم الله الشهيد فإنما يحيا في معية ربه، وأَنْعِم بها من معية! تلك هي الحياة التي قال فيها بعض من عاشها وذاقها: "إن كان أهل الجنة في نعيم مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب"، وقال آخر مفضِّلًا الحياة مع الله على حياة الملوك -وحُقَّ له ذلك-: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف" (الجواب الكافي لابن القيم).

May 31, 202226:48
اسم الله الشهيد1

اسم الله الشهيد1

إنه الله الشهيد المُطَّلع على جميع الأشياء، يَسَع سمعه الأصوات خفيها وجليها، ويشمل بصره المخلوقات صغيرها وكبيرها، ويحيط علمه بالأشياء دقيقها وجليلها، الذي شهد لعباده، وعلى عباده بما عملوه.

وكما أن الله -تعالى- هو الشهيد، فكذلك هو الرقيب على ما يدور في الخواطر، وما تتحرك به اللواحظ، وما تقترفه الجوارح، المطلع على ما تكنه الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت... فالشهيد والرقيب اسمان لله مترادفان.

فقل لمن ينفرد في مكان بين أربعة جدران وحده، ثم يقلِّب في قنوات المجون والفسق على تلفازه، قل له: أنت لست وحدك! وقل لمن يدخل على المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية: إنك لست وحدك! وقل لمن خلا بريبة في ظلمة وقد أَمِن من المراقب: إنك لست وحدك! إن معك الله! معك الله -تعالى- الذي لا تخفى عليه خافية، قال -عز وجل-: (مَا يَكُونُ مِن نَجوَى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُم وَلا خَمسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُم وَلا أَدنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُم أَينَ مَا كَانُوا) [المجادلة:7].

وكلما اتقدت فيك نار شهوة حرام، فقل لها: ويحك، عليَّ رقيب! وكلما خاطبك هواك أن قد خلوت فارتع! فقل له: ويلك، عليَّ شهيد! وكلما هممت بأكل مال حرام وقد سولت لك نفسك؛ أنه لن يطلع على ذلك أحد، فاصرخ فيها: بل عليَّ شهيد! وكلما استترت عن أعين الخلق وظننت أنه لم يعد يراك أحد فتذكر قول الله: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) [النساء:108]، فما أضيع عقولهم!

وإذا خلـوت بريــبـة في ظـلمــة *** والنـفـس داعـيــة إلى الطغـيـان

فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الــذي خــلق الظــلام يراني

فهذا هو المعنى الأول من معاني اسم الله الشهيد، أما المعنى الثاني فهو الشهيد بمعنى الشاهد، فهو -عز وجل- خير من يشهد ويُستشهد، وهو -تعالى- يشهد على الخلق يوم القيامة، وكذا في الحياة الدنيا، ففي قصة التاجر الذي استلف ألف دينار من أخيه على أن يردها في موعد محدد، فإنه لما لم يجد سفينة تُقلُّه قال: "...وسألني شهيدًا، فقلت: كفى بالله شهيدًا، فرضي بك" (البخاري)، وفي خطبة حجة الوداع استشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ربه قائلًا: "ألا هل بلغت؟... اللهم فاشهد" (متفق عليه).

وقد قال ابن كثير في قول الله -تعالى-: (قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ) [الإسراء:96]، "أي: حسبي الله، وهو الشاهد علي وعليكم، شاهد عليَّ فيما بلغت عنه من الرسالة، وشاهد عليكم أيها المكذبون فيما تفترونه من البهتان".

أيها المسلمون: ما أجمل الحياة في ظلال اسم الله الشهيد؛ فهي جنة الدنيا وروحها وريحانها، وهل هناك حياة أسعد ممن يعيش في معية الله؟! يستشعر نظر الله فيفعل ما إلى مولاه يقربه، ويهجر ما يسخطه ويغضبه؛ لا يجد في ذلك وحشة بل يحب الخلوة، وهل يستوحش من خلا بمولاه؟! لا يخلد أو يركن الدنيا بل هو زاهد في الحياة؛ يود منها فكاكًا لأنها تأسره عن لقاء ربه!

إن من عاش في ظلال اسم الله الشهيد فإنما يحيا في معية ربه، وأَنْعِم بها من معية! تلك هي الحياة التي قال فيها بعض من عاشها وذاقها: "إن كان أهل الجنة في نعيم مثل هذا، إنهم لفي عيش طيب"، وقال آخر مفضِّلًا الحياة مع الله على حياة الملوك -وحُقَّ له ذلك-: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف" (الجواب الكافي لابن القيم).

May 31, 202229:22
اسم الله الكريم2

اسم الله الكريم2

أن اسم الله الكريم من الأسماء التي سمى بها نفسه وسماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما أنه يبث السعادة في قلوب المؤمنين، فهم متقلبون في نعيمه ليل نهار، فلا كرم يسمو على كرمه، ولا إنعام يرقى إلى إنعامه، ولا عطاء يوازي عطاؤه، له علو الشأن في كرمه، يعطي ما يشاء لمن يشاء، كيف يشاء، بسؤال وغير سؤال، يعفو عن الذنوب ويستر العيوب، ويجازي المؤمنين بفضله، ويمهل المعرضين ويحاسبهم بعدله.. فما أكرمه! وما أرحمه! وما أعظمه!.

وقد رد اسم الله -تعالى- الكريم في ثلاثة مواضع في كتاب الله العزيز، فقال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون:116]، وقول الله -عزَّ وجلَّ-: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [الانفطار: 6]، وقوله تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل:40].

عباد الله: فالله -تبارك وتعالى- هو الكريم، الذي عم بعطائه وإحسانه المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، وهو -سبحانه- أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم، ولا يعادله نظير، يعطي ويثني، ويعفو ويصفح، ولا يضيع من توسل إليه، ولا يترك من التجأ إليه، ولا يهين من أقبل عليه، كما قال -سبحانه-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].

ومن معاني اسم الله الكريم كذلك؛ أنه الذي يسهل خيره، ويقرب تناول ما عنده، فليس بينه وبين العبد حجاب، وهو قريب لمن دعاه، إذا تقرب منه العبد تقرب الله إليه أكثر كما قال -سبحانه-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].

May 31, 202226:54
اسم الله الكريم1

اسم الله الكريم1

أن اسم الله الكريم من الأسماء التي سمى بها نفسه وسماه به رسوله -صلى الله عليه وسلم- كما أنه يبث السعادة في قلوب المؤمنين، فهم متقلبون في نعيمه ليل نهار، فلا كرم يسمو على كرمه، ولا إنعام يرقى إلى إنعامه، ولا عطاء يوازي عطاؤه، له علو الشأن في كرمه، يعطي ما يشاء لمن يشاء، كيف يشاء، بسؤال وغير سؤال، يعفو عن الذنوب ويستر العيوب، ويجازي المؤمنين بفضله، ويمهل المعرضين ويحاسبهم بعدله.. فما أكرمه! وما أرحمه! وما أعظمه!.

وقد رد اسم الله -تعالى- الكريم في ثلاثة مواضع في كتاب الله العزيز، فقال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ) [المؤمنون:116]، وقول الله -عزَّ وجلَّ-: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) [الانفطار: 6]، وقوله تعالى: (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) [النمل:40].

عباد الله: فالله -تبارك وتعالى- هو الكريم، الذي عم بعطائه وإحسانه المؤمن والكافر، والمطيع والعاصي، وهو -سبحانه- أكرم الأكرمين، لا يوازيه كريم، ولا يعادله نظير، يعطي ويثني، ويعفو ويصفح، ولا يضيع من توسل إليه، ولا يترك من التجأ إليه، ولا يهين من أقبل عليه، كما قال -سبحانه-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء: 70].

ومن معاني اسم الله الكريم كذلك؛ أنه الذي يسهل خيره، ويقرب تناول ما عنده، فليس بينه وبين العبد حجاب، وهو قريب لمن دعاه، إذا تقرب منه العبد تقرب الله إليه أكثر كما قال -سبحانه-: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) [البقرة: 186].

May 31, 202228:39
اسم الله العليم2

اسم الله العليم2

يقول ابن القيم:

وَهُوَ العليمُ أَحَاطَ عِلْماً بِالَّذِي*** في الكونِ مِنْ سِرٍّ ومنْ إِعْلانِ

وبكلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ *** فهوَ المحيطُ وليسَ ذا نِسْيَانِ

ودلالة اسم الله "العليم": تدل على إحاطة علمه إحاطة كاملة تامة فلا يخلو عن علمه مكان ولا زمان, يعلم ما في السماء والأرض, الجلي والخفي, والغيب والشهادة، والظاهر والباطن، ، قال الله -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)[الحديد: 4].

عباد الله: شتان بين علمٍ مقيد محدود وعلمٍ مُطلق بلا حدود، وإن اسم الله -تعالى- العليم، اشتمل على مراتب العلم الإلهي وهي أربعة:

الأولى: علمه بالشيء قبل كونه، وهو سر الله في خلقه، لا يعلمه ملكٌ مُقرَّب ولا نبيٌ مُرسل، ويُسمى علم التقدير ومفتاح ما سيصير، فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل، قال -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ)[الأنعام:59]، وقال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[لقمان:34].

والثانية: علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته؛ فالله -عزَّ وجلَّ -كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة, يقول الله -جلَّ وعلا-: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحج:70]، وقال -تعالى- (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحديد:22].

والثالثة: علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه, ووقت خلقه وتصنيعه؛ يقول الله -تعالى-: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار*عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)[الرعد:9-8]، وقال -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)[سبأ:2].

والرابعة: علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه, وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه؛ فالله -عزَّ وجلَّ- يعلم ما سيفعل المخلوق بعد خلقه، ويعلم تفاصيل أفعاله وخواطره وحديث نفسه، يقول -تعالى-: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[التوبة:78].

وتلك المراتب الأربع السابقة ذُكِرت في قول الله -جلَّ وعلا-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[الأنعام:59]؛ فالله -تعالى- عالمٌ بكل شيءٍ في كل وقتٍ وفي كل حين.

May 29, 202229:12
اسم الله العليم1

اسم الله العليم1

يقول ابن القيم:

وَهُوَ العليمُ أَحَاطَ عِلْماً بِالَّذِي*** في الكونِ مِنْ سِرٍّ ومنْ إِعْلانِ

وبكلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ *** فهوَ المحيطُ وليسَ ذا نِسْيَانِ

ودلالة اسم الله "العليم": تدل على إحاطة علمه إحاطة كاملة تامة فلا يخلو عن علمه مكان ولا زمان, يعلم ما في السماء والأرض, الجلي والخفي, والغيب والشهادة، والظاهر والباطن، ، قال الله -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ)[الحديد: 4].

عباد الله: شتان بين علمٍ مقيد محدود وعلمٍ مُطلق بلا حدود، وإن اسم الله -تعالى- العليم، اشتمل على مراتب العلم الإلهي وهي أربعة:

الأولى: علمه بالشيء قبل كونه، وهو سر الله في خلقه، لا يعلمه ملكٌ مُقرَّب ولا نبيٌ مُرسل، ويُسمى علم التقدير ومفتاح ما سيصير، فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل، قال -تعالى-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ)[الأنعام:59]، وقال -سبحانه-: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[لقمان:34].

والثانية: علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته؛ فالله -عزَّ وجلَّ -كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة, يقول الله -جلَّ وعلا-: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحج:70]، وقال -تعالى- (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[الحديد:22].

والثالثة: علمه بالشيء حال كونه وتنفيذه, ووقت خلقه وتصنيعه؛ يقول الله -تعالى-: (اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَار*عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)[الرعد:9-8]، وقال -تعالى-: (يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ)[سبأ:2].

والرابعة: علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه, وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه؛ فالله -عزَّ وجلَّ- يعلم ما سيفعل المخلوق بعد خلقه، ويعلم تفاصيل أفعاله وخواطره وحديث نفسه، يقول -تعالى-: (أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ)[التوبة:78].

وتلك المراتب الأربع السابقة ذُكِرت في قول الله -جلَّ وعلا-: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ)[الأنعام:59]؛ فالله -تعالى- عالمٌ بكل شيءٍ في كل وقتٍ وفي كل حين.

May 29, 202229:02
اسم الله الوهاب2

اسم الله الوهاب2

هبات الله لخلقه كثيرة لا تحصى ولا تعد، فمن تلك الهبات:

هبة الوجود؛ فقد خلقنا وأوجدنا -سبحانه- في هذا الكون بلا طلب منا ولا سبب، وبعدها هبة الهداية؛ فقد جعلنا -عز وجل- لأبوين مسلمين أيضًا ابتداءً منه، فعلمانا الإسلام فأحببناه، ثم تتابعت علينا نعمه وهباته؛ يغفر ذنبًا، ويفرِّج كربًا، ويجبر كسرًا، ويغني فقيرًا، ويشفي سقيمًا، ويعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًا، ويرشد حيرانًا، ويغيث ملهوفًا، ويكسو عاريًا، ويزيد شاكرًا، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، ويعطي محرومًا، ويقيل عثرة، ويستر عورة... كل ذلك من غير استحقاق من أحد، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم" (مسلم).

ومن هبات الوهاب -عز وجل- أيضًا: الأولاد، قال -تعالى- عن إبراهيم: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) [الأنعام:84]، وعن زكريا: (وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى) [الأنبياء:90]، والزوجة كذلك هبة من الوهاب -عز وجل- فقد قال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) [الرعد:38]؛ إلا أن أعظم هبات الله على أمتنا أن بعث إلينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسولًا، قال -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [آل عمران:164]؛ وهو -صلى الله عليه وسلم- الطريق إلى المنة العظمى والهبة الكبرى؛ تلك هي الجنة، التي هي محض تفضل من الله لا تُستحق بعمل، ثم الهبات بعد ذلك قد أغرقت أهل الأرض والسماء، قال ابن القيم:

وكذلك الـوهـاب من أسـمائـه *** فانــظـر مواهـبه مـدى الأزمـان

أهل السموات العلى والأرض عن *** تلك المواهب ليس ينفكان

أيها المسلمون: من كل ما سبق يتضح لنا الفرق بين هبة الخالق وهبة المخلوق، وذلك من عدة وجوه، منها:

أن الله يهب بغير عوض ولا سؤال، أما المخلوق فلا يهب -غالبًا- إلا لحاجة في نفسه؛ من ثناء يتوقعه أو مقابل ينتظره أو جميل يرده... لذا فقد علَّم الله المقربين من عباده أن يتشبهوا به -سبحانه- فيهبوا بغير مقابل إلا مرضاته، فعلَّمهم أن يكون لسان حالهم إذا وهبوا: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) [الإنسان:9].

كذلك أن الله موجد العطايا والهبات، أما المخلوق فيهب مما وهبه الله.

ومنها: أن المخلوق واهب مجازًا لا حقيقة، فإن الوهاب على الحقيقة هو اللَّه -سبحانه- وحده؛ فهو من هدى خلقه للهبة، على حد قول الله -تعالى-: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) [الأنفال:17]، فما المخلوق إلا سبب في إجراء عطاء الله.

كما أن هبات الوهاب -عز وجل- عظيمة جسيمة، أما المخلوقين فإن وهبوا فهباتهم قاصرة قليلة؛ إذ لا يستطيع عبد أن يهب هداية لضال أو يمنح شفاءً لسقيم، أو ولدًا لعقيم، أو حياة لميت! فلا يملك ذلك إلا الله، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر:21].

May 29, 202227:56
اسم الله الوهاب1

اسم الله الوهاب1

هبات الله لخلقه كثيرة لا تحصى ولا تعد، فمن تلك الهبات:

هبة الوجود؛ فقد خلقنا وأوجدنا -سبحانه- في هذا الكون بلا طلب منا ولا سبب، وبعدها هبة الهداية؛ فقد جعلنا -عز وجل- لأبوين مسلمين أيضًا ابتداءً منه، فعلمانا الإسلام فأحببناه، ثم تتابعت علينا نعمه وهباته؛ يغفر ذنبًا، ويفرِّج كربًا، ويجبر كسرًا، ويغني فقيرًا، ويشفي سقيمًا، ويعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًا، ويرشد حيرانًا، ويغيث ملهوفًا، ويكسو عاريًا، ويزيد شاكرًا، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، ويعطي محرومًا، ويقيل عثرة، ويستر عورة... كل ذلك من غير استحقاق من أحد، وصدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: "يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع، إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار، إلا من كسوته، فاستكسوني أكسكم" (مسلم).

ومن هبات الوهاب -عز وجل- أيضًا: الأولاد، قال -تعالى- عن إبراهيم: (وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ) [الأنعام:84]، وعن زكريا: (وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى) [الأنبياء:90]، والزوجة كذلك هبة من الوهاب -عز وجل- فقد قال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) [الرعد:38]؛ إلا أن أعظم هبات الله على أمتنا أن بعث إلينا محمدًا -صلى الله عليه وسلم- رسولًا، قال -تعالى-: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ) [آل عمران:164]؛ وهو -صلى الله عليه وسلم- الطريق إلى المنة العظمى والهبة الكبرى؛ تلك هي الجنة، التي هي محض تفضل من الله لا تُستحق بعمل، ثم الهبات بعد ذلك قد أغرقت أهل الأرض والسماء، قال ابن القيم:

وكذلك الـوهـاب من أسـمائـه *** فانــظـر مواهـبه مـدى الأزمـان

أهل السموات العلى والأرض عن *** تلك المواهب ليس ينفكان

أيها المسلمون: من كل ما سبق يتضح لنا الفرق بين هبة الخالق وهبة المخلوق، وذلك من عدة وجوه، منها:

أن الله يهب بغير عوض ولا سؤال، أما المخلوق فلا يهب -غالبًا- إلا لحاجة في نفسه؛ من ثناء يتوقعه أو مقابل ينتظره أو جميل يرده... لذا فقد علَّم الله المقربين من عباده أن يتشبهوا به -سبحانه- فيهبوا بغير مقابل إلا مرضاته، فعلَّمهم أن يكون لسان حالهم إذا وهبوا: (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا) [الإنسان:9].

كذلك أن الله موجد العطايا والهبات، أما المخلوق فيهب مما وهبه الله.

ومنها: أن المخلوق واهب مجازًا لا حقيقة، فإن الوهاب على الحقيقة هو اللَّه -سبحانه- وحده؛ فهو من هدى خلقه للهبة، على حد قول الله -تعالى-: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) [الأنفال:17]، فما المخلوق إلا سبب في إجراء عطاء الله.

كما أن هبات الوهاب -عز وجل- عظيمة جسيمة، أما المخلوقين فإن وهبوا فهباتهم قاصرة قليلة؛ إذ لا يستطيع عبد أن يهب هداية لضال أو يمنح شفاءً لسقيم، أو ولدًا لعقيم، أو حياة لميت! فلا يملك ذلك إلا الله، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر:21].

May 29, 202228:57
اسم الله الرحمن2

اسم الله الرحمن2

نَّهُ الرَّحْمَـنُ؛ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ، وَأَوْلَى مَنْ شُكِرَ عَلَى إِحْسَانِهِ وَرَحْمَتِهِ.

فَأَيْنَمَا تُوَلِّ وَجْهَكَ تَـرَ رَحْمَةَ اللَّهِ فِي هَذَا الْكَوْنِ، وَأَعْظَمُهَا فِي هَذَا الْكَوْنِ: الْوَحْيُّ الْمُنَزَّلُ؛ (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النَّحْلِ: 89].

إِذَا أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَمَاتَ الزَّرْعُ، وَجَفَّ الضَّرْعُ، وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ؛ (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الرُّومِ: 50].

عِنْدَمَا حَلَّ الْعَذَابُ، وَبَكَى الرِّجَالُ، وَصَاحَتِ النِّسَاءُ، وَفَزَعَتِ الْأَطْفَالُ، وَعَمَّ الرُّعْبُ، وَعَظُمَ الْفَزَعُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُخْلِصِينَ؛ (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا)[هُودٍ: 94].

لَا عُبُورَ لِأَيِّ رَغْبَةٍ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الرَّحْمَنِ، وَلَا وُجُودَ لِأَيِّ حَاجَةٍ إِلَّا فِي سَاحَةِ الرَّحْمَنِ، لَا إِمْكَانِيَّةَ لِحُدُوثِ شَيْءٍ إِلَّا بِالرَّحْمَنِ؛ فَإِنَّهُ وَحَدَهُ الرَّحْمَنُ الَّذِي لَا حَوْلَ فِي الْوُجُودِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ -سُبْحَانَهُ-.

May 27, 202228:10
اسم الله الرحمن1

اسم الله الرحمن1

نَّهُ الرَّحْمَـنُ؛ أَحَقُّ مَنْ ذُكِرَ، وَأَحَقُّ مَنْ عُبِدَ، وَأَوْلَى مَنْ شُكِرَ عَلَى إِحْسَانِهِ وَرَحْمَتِهِ.

فَأَيْنَمَا تُوَلِّ وَجْهَكَ تَـرَ رَحْمَةَ اللَّهِ فِي هَذَا الْكَوْنِ، وَأَعْظَمُهَا فِي هَذَا الْكَوْنِ: الْوَحْيُّ الْمُنَزَّلُ؛ (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ)[النَّحْلِ: 89].

إِذَا أَجْدَبَتِ الْأَرْضُ، وَمَاتَ الزَّرْعُ، وَجَفَّ الضَّرْعُ، وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ؛ (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[الرُّومِ: 50].

عِنْدَمَا حَلَّ الْعَذَابُ، وَبَكَى الرِّجَالُ، وَصَاحَتِ النِّسَاءُ، وَفَزَعَتِ الْأَطْفَالُ، وَعَمَّ الرُّعْبُ، وَعَظُمَ الْفَزَعُ؛ نَزَلَتِ الرَّحَمَاتُ عَلَى عِبَادِهِ الْمُخْلِصِينَ؛ (وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا)[هُودٍ: 94].

لَا عُبُورَ لِأَيِّ رَغْبَةٍ إِلَّا مِنْ طَرِيقِ الرَّحْمَنِ، وَلَا وُجُودَ لِأَيِّ حَاجَةٍ إِلَّا فِي سَاحَةِ الرَّحْمَنِ، لَا إِمْكَانِيَّةَ لِحُدُوثِ شَيْءٍ إِلَّا بِالرَّحْمَنِ؛ فَإِنَّهُ وَحَدَهُ الرَّحْمَنُ الَّذِي لَا حَوْلَ فِي الْوُجُودِ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِهِ -سُبْحَانَهُ-.

May 27, 202228:58
اسم الله الرؤوف2

اسم الله الرؤوف2

هَذِهِ رِسَالَـةٌ إِلَى كُلِّ مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَقْرُ، وَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ، وَتَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهُ، وَانْكَسَرَ قَلْبُهُ.

إِلَى مَنْ أَثْقَلَهُ الدَّيْنُ، وَحَارَ فِكْرُهُ، وَتَشَتَّتَ ذِهْنُهُ؛ إِلَى مَنْ أَهْلَكَتْهُ الْأَوْجَاعُ، وَأَتْعَبَتْهُ الْآلَامُ، وَضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا، وَعَجَزَ الْأَطِبَّاءُ عَنْهُ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ دُونَهُ.

إِلَى مَنْ حَمَلَ الْهَمَّ، وَغَشِيَهُ الْغَمُّ، حَتَّى ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ؛ إِلَى مَنْ غَابَ ابْنُهُ، وَسَافَرَ حَبِيبُهُ، وَغَادَرَ صَدِيقُهُ؛ فَضَاقَتْ نَفْسُهُ، وَرَجَفَ قَلْبُهُ؛ فَأَصْبَحَ الْوَرْدُ شَوْكًا، وَالْعَالَمُ الْجَمِيلُ كَئِيبًا؛ تَذَكَّرْ هُنَا قَوْلَهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)[النَّحْلِ: 7]، وَرَدِّدْ: (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)[الْبَقَرَةِ: 207]، وَنَادِ: يَا رَؤُوفُ ارْأَفْ بِحَالِي، وَارْحَمْ ضَعْفِي، وَفَرِّجْ هَمِّي، وَاكْشِفِ السُّوءَ عَنِّي.

هُنَا انْتَظِرِ الْفَرَجَ؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)[النَّمْلِ: 62].

إِنَّهُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فَمَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ! وَأَعْلَى مَكَانَهُ! وَأَقْرَبَهُ مِنْ خَلْقِهِ! وَأَلْطَفَهُ بِعِبَادِهِ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْحَبْلَ يَشْتَدُّ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيَنْقَطِعُ، وَإِذَا اشْتَدَّ الظَّلَامُ؛ فَأَبْشِرْ بِصُبْحٍ قَرِيبٍ.

لَا تَضِقْ ذَرْعًا مَعَ الرَّبِّ الْكَرِيمِ الْفَتَّاحِ -جَلَّ وَعَلَا-، فَمِنَ الْمُحَالِ دَوَامُ الْحَالِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ: انْتِظَارُ الْفَرَجِ، وَالْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَالدَّهْرُ قُلَّبٌ، وَاللَّيَالِي حَبَالَى، وَالْغَيْبُ مَسْتُورٌ، وَالرَّؤُوفُ قَالَ: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[الرَّحْمَنِ: 29]، وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطَّلَاقِ: 1]، وَالْبَرُّ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَالَ: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشَّرْحِ: 5-6].

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيِّقٍ مَخْرَجًا.

May 27, 202227:03
اسم الله الرؤوف1

اسم الله الرؤوف1

هَذِهِ رِسَالَـةٌ إِلَى كُلِّ مَنْ أَدْرَكَهُ الْفَقْرُ، وَتَغَشَّاهُ الْكَرْبُ، وَتَغَيَّرَتْ مَلَامِحُهُ، وَانْكَسَرَ قَلْبُهُ.

إِلَى مَنْ أَثْقَلَهُ الدَّيْنُ، وَحَارَ فِكْرُهُ، وَتَشَتَّتَ ذِهْنُهُ؛ إِلَى مَنْ أَهْلَكَتْهُ الْأَوْجَاعُ، وَأَتْعَبَتْهُ الْآلَامُ، وَضَاقَتْ بِهِ الدُّنْيَا، وَعَجَزَ الْأَطِبَّاءُ عَنْهُ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ دُونَهُ.

إِلَى مَنْ حَمَلَ الْهَمَّ، وَغَشِيَهُ الْغَمُّ، حَتَّى ضَاقَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ؛ إِلَى مَنْ غَابَ ابْنُهُ، وَسَافَرَ حَبِيبُهُ، وَغَادَرَ صَدِيقُهُ؛ فَضَاقَتْ نَفْسُهُ، وَرَجَفَ قَلْبُهُ؛ فَأَصْبَحَ الْوَرْدُ شَوْكًا، وَالْعَالَمُ الْجَمِيلُ كَئِيبًا؛ تَذَكَّرْ هُنَا قَوْلَهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: (إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)[النَّحْلِ: 7]، وَرَدِّدْ: (وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)[الْبَقَرَةِ: 207]، وَنَادِ: يَا رَؤُوفُ ارْأَفْ بِحَالِي، وَارْحَمْ ضَعْفِي، وَفَرِّجْ هَمِّي، وَاكْشِفِ السُّوءَ عَنِّي.

هُنَا انْتَظِرِ الْفَرَجَ؛ فَاللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قَالَ: (أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ)[النَّمْلِ: 62].

إِنَّهُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-، فَمَا أَعْظَمَ شَأْنَهُ! وَأَعْلَى مَكَانَهُ! وَأَقْرَبَهُ مِنْ خَلْقِهِ! وَأَلْطَفَهُ بِعِبَادِهِ، فَإِذَا رَأَيْتَ الْحَبْلَ يَشْتَدُّ؛ فَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيَنْقَطِعُ، وَإِذَا اشْتَدَّ الظَّلَامُ؛ فَأَبْشِرْ بِصُبْحٍ قَرِيبٍ.

لَا تَضِقْ ذَرْعًا مَعَ الرَّبِّ الْكَرِيمِ الْفَتَّاحِ -جَلَّ وَعَلَا-، فَمِنَ الْمُحَالِ دَوَامُ الْحَالِ، وَأَفْضَلُ الْعِبَادَةِ: انْتِظَارُ الْفَرَجِ، وَالْأَيَّامُ دُوَلٌ، وَالدَّهْرُ قُلَّبٌ، وَاللَّيَالِي حَبَالَى، وَالْغَيْبُ مَسْتُورٌ، وَالرَّؤُوفُ قَالَ: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)[الرَّحْمَنِ: 29]، وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا: (لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا)[الطَّلَاقِ: 1]، وَالْبَرُّ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- قَالَ: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشَّرْحِ: 5-6].

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَنَا مِنْ كُلٍّ هَمٍّ فَرَجًا وَمِنْ كُلِّ ضَيِّقٍ مَخْرَجًا.

May 27, 202230:52
اسم الله البر2

اسم الله البر2

إن أسماء الحسنى وصفاته العلى تبعث الأمن والطمأنينة في قلب العبد المؤمن, ومن هذه الأسماء الحسنى التي سمى الله به نفسه اسم "البَر", وقد ورد مرة واحدة في سورة الطور مقترنا باسمه "الرحيم" في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور: 28].

والبِرّ بكسر الباء يُطلق على فعل الخير والإحسان والطاعة, والبَرُّ بالفتح هو المُحسن المكثر من فعل الخير، يقال: "فلان ٌ بارٌ بوالديه" إذا كان محسناً لهما, ومن هذا الباب جاء وصف الزهاد والعباد بالأبرار في قوله تعالى: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ) [آل عمران:198], والبَرُّ أبلغ من البار, ولذلك يقال: "الله بر"، ولم يقل: "الله بار", وقد جاء وصفاً في بر الأنبياء بوالديهم, قال الله عن يحيى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم:14], وقال عن عيسى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم:32].   أيها المسلمون: وبِرّ الله بخلقه يعني تتابع إحسانه إليهم وإصلاح جميع أحوالهم، فالبَرّ سبحانه هو الذي لا ينقطع إحسانه عن خلقه، شمل الكائنات كلَّها ببره وإحسانه وكرمه، فهو مولى الجميل، ودائم الإحسان، وواسع المواهب، قال الإمام الخطابي: "البَر هو العطوف على عباده, المحسن إليهم, عمّ ببره جميع خلقه, فلم يبخل عليهم برزقه, وهو البرُّ بأوليائه, إذ خصهم بولايته, واصطفاهم لعبادته, وهو البَرُّ بالمحسن في مضاعفة الثواب له, والبر بالمسيء في الصفح, والتجاوز عنه".

وقال الحليمي: "معناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر, ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم, ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها, ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهمّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمّ بالسيئة".   عباد الله: وتتابع إحسانه وإنعامه سبحانه هو أثر من آثار رحمته الواسعة التي غمرت الوجود، وتقلب فيها كلُّ موجود، ولذا فاقتران "البر" بـ "الرحيم" لعله من اقتران المسبَّب بالسبب, وتقديم "البَرِّ" على "الرحيم" أبلغ في المدح, والثناء بالترقي من الأخص إلى الأعم، ومن المسبَّب إلى السبب.

قال ابن القيم:

والبَرُّ في أوصافه سبحانه *** هو كثرة الخيرات والإحسان

صدرت عن البر الذي هو وصفه *** فالبر حينئذ له نوعان

وصف وفعل فهو برُّ محسن *** مولى الجميل ودائم الإحسان

عباد الله: إذا تأملنا هذا الاسم الإلهي العظيم ودلالاته، تبيّن لنا أن برّه سبحانه بخلقه على نوعين: النوع الأول: البرّ العام: وهو الإحسان الإلهي العام الذي وسع الخلائق كلّها في البرّ والبحر، والسماوات والأرض، وما من مخلوقٍ إلا وقد أسبغ الله عليه من برِّه وإحسانه ونعمه ظاهراً وباطناً، فهيّأ له رزقه وقوته، وكساه الجمال وأحسن خلقه، وأعطاه ما ينفعه ودفع عنه ما يضرّه، بحسب ما تقتضيه حكمته سبحانه، وفي دعاء الملائكة: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً) [غافر:7], وقال تعالى: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم:34].

النوع الثاني: البرّ الخاص: وهو ما خصّ به المؤمنين المتقين دون غيرهم، فحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وتولاهم بولايته وأحاطهم بعنايته؛ فشرح صدورهم لطاعته, وأوزعهم شكر نعمته, ورزقهم والأمن والطمأنينة النفسيّة، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:156].

May 26, 202228:30
اسم الله البر1

اسم الله البر1

إن أسماء الحسنى وصفاته العلى تبعث الأمن والطمأنينة في قلب العبد المؤمن, ومن هذه الأسماء الحسنى التي سمى الله به نفسه اسم "البَر", وقد ورد مرة واحدة في سورة الطور مقترنا باسمه "الرحيم" في قوله تعالى: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ) [الطور: 28].

والبِرّ بكسر الباء يُطلق على فعل الخير والإحسان والطاعة, والبَرُّ بالفتح هو المُحسن المكثر من فعل الخير، يقال: "فلان ٌ بارٌ بوالديه" إذا كان محسناً لهما, ومن هذا الباب جاء وصف الزهاد والعباد بالأبرار في قوله تعالى: (وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ) [آل عمران:198], والبَرُّ أبلغ من البار, ولذلك يقال: "الله بر"، ولم يقل: "الله بار", وقد جاء وصفاً في بر الأنبياء بوالديهم, قال الله عن يحيى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا) [مريم:14], وقال عن عيسى عليه السلام: (وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا) [مريم:32].   أيها المسلمون: وبِرّ الله بخلقه يعني تتابع إحسانه إليهم وإصلاح جميع أحوالهم، فالبَرّ سبحانه هو الذي لا ينقطع إحسانه عن خلقه، شمل الكائنات كلَّها ببره وإحسانه وكرمه، فهو مولى الجميل، ودائم الإحسان، وواسع المواهب، قال الإمام الخطابي: "البَر هو العطوف على عباده, المحسن إليهم, عمّ ببره جميع خلقه, فلم يبخل عليهم برزقه, وهو البرُّ بأوليائه, إذ خصهم بولايته, واصطفاهم لعبادته, وهو البَرُّ بالمحسن في مضاعفة الثواب له, والبر بالمسيء في الصفح, والتجاوز عنه".

وقال الحليمي: "معناه الرفيق بعباده، يريد بهم اليسر ولا يريد بهم العسر, ويعفو عن كثير من سيئاتهم، ولا يؤاخذهم بجميع جناياتهم, ويجزيهم بالحسنة عشر أمثالها, ولا يجزيهم بالسيئة إلا مثلها، ويكتب لهم الهمّ بالحسنة، ولا يكتب عليهم الهمّ بالسيئة".   عباد الله: وتتابع إحسانه وإنعامه سبحانه هو أثر من آثار رحمته الواسعة التي غمرت الوجود، وتقلب فيها كلُّ موجود، ولذا فاقتران "البر" بـ "الرحيم" لعله من اقتران المسبَّب بالسبب, وتقديم "البَرِّ" على "الرحيم" أبلغ في المدح, والثناء بالترقي من الأخص إلى الأعم، ومن المسبَّب إلى السبب.

قال ابن القيم:

والبَرُّ في أوصافه سبحانه *** هو كثرة الخيرات والإحسان

صدرت عن البر الذي هو وصفه *** فالبر حينئذ له نوعان

وصف وفعل فهو برُّ محسن *** مولى الجميل ودائم الإحسان

عباد الله: إذا تأملنا هذا الاسم الإلهي العظيم ودلالاته، تبيّن لنا أن برّه سبحانه بخلقه على نوعين: النوع الأول: البرّ العام: وهو الإحسان الإلهي العام الذي وسع الخلائق كلّها في البرّ والبحر، والسماوات والأرض، وما من مخلوقٍ إلا وقد أسبغ الله عليه من برِّه وإحسانه ونعمه ظاهراً وباطناً، فهيّأ له رزقه وقوته، وكساه الجمال وأحسن خلقه، وأعطاه ما ينفعه ودفع عنه ما يضرّه، بحسب ما تقتضيه حكمته سبحانه، وفي دعاء الملائكة: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً) [غافر:7], وقال تعالى: (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا) [إبراهيم:34].

النوع الثاني: البرّ الخاص: وهو ما خصّ به المؤمنين المتقين دون غيرهم، فحبب إليهم الإيمان وزينه في قلوبهم، وتولاهم بولايته وأحاطهم بعنايته؛ فشرح صدورهم لطاعته, وأوزعهم شكر نعمته, ورزقهم والأمن والطمأنينة النفسيّة، قال تعالى: (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ) [الأعراف:156].

May 26, 202229:57
اسم الله الوارث2

اسم الله الوارث2

إن لكل اسم من أسماء الله دلالة تزيد في الإيمان واليقين, وتورث صاحبها السعادة والرضا, واسم الله "الوارث" له دلالات عظيمة فمن ذلك:

أن اسم الله الوارث يبين عظمة الرب -سبحانه- وأنه -عز وجل- مالك الملك ووارثه والمتصرف فيه, وأن كل شيء دونه إلى فناء, إلى جانب أنه يكشف حقيقة التملك عند الخلائق، فملكهم إلى زوال، وهو ملكٌ ناقصٌ ولحظيّ غير دائم، ناقصٌ من ناحية الكمّ إذ يبقى محدوداً بما وهبه الله، ومن ناحية القدرة على التصرّف شرعاً وقدراً، ولحظيٌّ مآله إلى زوال ثم يتركه إلى ورثته، بينما نجد أن ملك الله شاملٌ وكاملٌ لا يعتريه نقص، وباقٍ دائم لا يعتريه زوال، فهو الوارث على جهة الشمول والكمال، وهذا يجعلنا نستحضر عظمة الله -سبحانه- وأنه الوارث لكل شيء.

خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له: بُهلول, قد اعتزل الناس وعاش وحيداً, فقال هارون: عظني يا بُهلول قال: يا أمير المؤمنين! أين آباؤك وأجدادك من لدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبيك؟, قال هارون: ماتوا, قال: فأين قصورهم؟ قال: تلك قصورهم, قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم, فقال بُهلول: تلك قصورهم, وهذه قبورهم, فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت, زدني يا بهلول, قال: أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع, فبكى هارون, وقال: زدني فقال: يا أمير المؤمنين! قد ولاك الله فلا يرى منك تقصير ولا تفريط فزاد بكاءه, وقال: زدني يا بهلول, فقال: يا أمير المؤمنين:

هب أنك ملكت كنوز كسرى *** وعُمرت السنين فكان ماذا؟

أليس القـبر غـاية كـل حيٍ *** وتُسأل بعده عن كل هذا؟

قال: بلى, ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك, وانطرح على فراشه مريضاً, ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت, وترك ملك كان يمتد من الصين شرقاً إلى جبال البرنس في فرنسا غرباً

May 24, 202228:57
اسم الله الوارث1

اسم الله الوارث1

إن لكل اسم من أسماء الله دلالة تزيد في الإيمان واليقين, وتورث صاحبها السعادة والرضا, واسم الله "الوارث" له دلالات عظيمة فمن ذلك:

أن اسم الله الوارث يبين عظمة الرب -سبحانه- وأنه -عز وجل- مالك الملك ووارثه والمتصرف فيه, وأن كل شيء دونه إلى فناء, إلى جانب أنه يكشف حقيقة التملك عند الخلائق، فملكهم إلى زوال، وهو ملكٌ ناقصٌ ولحظيّ غير دائم، ناقصٌ من ناحية الكمّ إذ يبقى محدوداً بما وهبه الله، ومن ناحية القدرة على التصرّف شرعاً وقدراً، ولحظيٌّ مآله إلى زوال ثم يتركه إلى ورثته، بينما نجد أن ملك الله شاملٌ وكاملٌ لا يعتريه نقص، وباقٍ دائم لا يعتريه زوال، فهو الوارث على جهة الشمول والكمال، وهذا يجعلنا نستحضر عظمة الله -سبحانه- وأنه الوارث لكل شيء.

خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له: بُهلول, قد اعتزل الناس وعاش وحيداً, فقال هارون: عظني يا بُهلول قال: يا أمير المؤمنين! أين آباؤك وأجدادك من لدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبيك؟, قال هارون: ماتوا, قال: فأين قصورهم؟ قال: تلك قصورهم, قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم, فقال بُهلول: تلك قصورهم, وهذه قبورهم, فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت, زدني يا بهلول, قال: أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع, فبكى هارون, وقال: زدني فقال: يا أمير المؤمنين! قد ولاك الله فلا يرى منك تقصير ولا تفريط فزاد بكاءه, وقال: زدني يا بهلول, فقال: يا أمير المؤمنين:

هب أنك ملكت كنوز كسرى *** وعُمرت السنين فكان ماذا؟

أليس القـبر غـاية كـل حيٍ *** وتُسأل بعده عن كل هذا؟

قال: بلى, ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك, وانطرح على فراشه مريضاً, ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت, وترك ملك كان يمتد من الصين شرقاً إلى جبال البرنس في فرنسا غرباً

May 24, 202230:04
اسم الله الحسيب2

اسم الله الحسيب2

أن يلجأ إلى الله ويدعوه باسمه الحسيب -سبحانه- خاصة عند الشدائد، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يُكثرون الالتجاء إلى الحسيب -سبحانه- ويفوضون أمورهم إليه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: "(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَام- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَالُوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)". (البخاري).

فمن حظ المؤمن أن يستشعر أن الله الحسيب هو الذي يكفيه ولا غنىً له عنه، بل لا يتصور العبد حياته دون ربه، فيديم اتصاله به ويديم افتقاره له ويتجسد ذلك في دوام الدعاء, والركون والتفويض على الحسيب -سبحانه-، ولذلك كان قَوْل إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- وَمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- فِي الشَّدائدِ، (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ), دعا بها إبراهيم: (فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ), ودعا بها نبيّنا محمد وأصحابه: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ).

وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ -أيّ: إسرافيل- قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ متى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لَهُمْ: "قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا" (الترمذي وصححه الألباني).

ومن الآثار الإيمانية: أن يقف المسلم مع نفسه على الدوام لمحاسبتها، فيميز حركاتها وسكناتها، فإن كان خاطر النفس عند الهمّ يقتضي نية أو عقدًا أو عزمًا، أو فعلاً أو سعيًا خالصًا لله أمضاه وسارع في تنفيذه، وإن كان لعاجل دنيا، أو عارض هوى، أو لهوٍ أو غفلة، تركه وسارع في نفيه وتقييده، ثم يذكر أنه ما من فعلة -وإن صغُرت- إلا حاسب نفسه لِمَ فعلت؟.

فإن سلِم من هذا الأمر، سأل نفسه كيف فعلت؟ أبعلم أم بجهل؟ فإن الله -تعالى- لا يقبل عملاً إلا إذا كان خالصًا لوجهه وعلى سُنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإن سلم من هذا سأل نفسه لمن فعلت؟ هل أردت بذلك وجه الله تعالى أم للسمعة والرياء؟.

May 24, 202229:28
اسم الله الحسيب1

اسم الله الحسيب1

أن يلجأ إلى الله ويدعوه باسمه الحسيب -سبحانه- خاصة عند الشدائد، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يُكثرون الالتجاء إلى الحسيب -سبحانه- ويفوضون أمورهم إليه، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قال: "(حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)، قَالَهَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ السَّلَام- حِينَ أُلْقِيَ فِي النَّارِ، وَقَالَهَا مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم- حِينَ قَالُوا: (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)". (البخاري).

فمن حظ المؤمن أن يستشعر أن الله الحسيب هو الذي يكفيه ولا غنىً له عنه، بل لا يتصور العبد حياته دون ربه، فيديم اتصاله به ويديم افتقاره له ويتجسد ذلك في دوام الدعاء, والركون والتفويض على الحسيب -سبحانه-، ولذلك كان قَوْل إِبْرَاهِيمَ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- وَمُحَمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- فِي الشَّدائدِ، (حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ), دعا بها إبراهيم: (فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ), ودعا بها نبيّنا محمد وأصحابه: (فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ).

وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الْقَرْنِ -أيّ: إسرافيل- قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ، وَاسْتَمَعَ الإِذْنَ متى يُؤْمَرُ بِالنَّفْخِ فَيَنْفُخُ، فَكَأَنَّ ذَلِكَ ثَقُلَ عَلَى أَصْحَابِ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ لَهُمْ: "قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا" (الترمذي وصححه الألباني).

ومن الآثار الإيمانية: أن يقف المسلم مع نفسه على الدوام لمحاسبتها، فيميز حركاتها وسكناتها، فإن كان خاطر النفس عند الهمّ يقتضي نية أو عقدًا أو عزمًا، أو فعلاً أو سعيًا خالصًا لله أمضاه وسارع في تنفيذه، وإن كان لعاجل دنيا، أو عارض هوى، أو لهوٍ أو غفلة، تركه وسارع في نفيه وتقييده، ثم يذكر أنه ما من فعلة -وإن صغُرت- إلا حاسب نفسه لِمَ فعلت؟.

فإن سلِم من هذا الأمر، سأل نفسه كيف فعلت؟ أبعلم أم بجهل؟ فإن الله -تعالى- لا يقبل عملاً إلا إذا كان خالصًا لوجهه وعلى سُنَّة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، فإن سلم من هذا سأل نفسه لمن فعلت؟ هل أردت بذلك وجه الله تعالى أم للسمعة والرياء؟.

May 24, 202228:14
اسم الله المقيت2

اسم الله المقيت2

إن الله -تعالى- هو المقيت، ومعنى المقيت: خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فالمقيت -سبحانه- هو القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، الوهاب الرزاق، يصرَّف الأقوات بين جميع المخلوقات كيف يشاء، فهو -سبحانه- من أعطى كل إنسان وطير وحيوان قُوته على مر الأوقات، وهو الذي جعل في كل بلدة من المنافع والمكاسب والثمار ما لم يجعله في الأخرى؛ ليتبادل الناس حاجاتهم ومنافعهم، قال -تعالى-: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت:10].

وقد امتن المقيت -سبحانه- على عباده بأنواع رزقه الواصلة إليهم، فقال -عز من قائل-: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا *وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) [عبس:24-32]؛ فكما تكفل المقيت -عز وجل- بكامل الرزق للإنسان والحيوان، فقد تكفل المقيت -سبحانه بقوت القلوب من المعرفة والإيمان والسعادة والأمان.

وبهذا المعنى فالمقيت يكون بمعنى الرزاق، إلا أنه أخص منه؛ إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت.

أما المعنى الثاني لاسم الله المقيت فهو: المستولي على الشيء القادر عليه، وعلى هذا يكون معنى قول الله -عز وجل-: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) [النساء:85]؛ أي: مقتدرًا ومجازيًا، وهو من "أقات على الشيء" أي: قدر عليه، قال الزبير بن عبد المطلب:

وذي ضغن كففت الشر عنه *** وكنت على إساءته مقيتًا

أما المعنى الثالث لاسم الله المقيت فهو: الحافظ الحفيظ الذي أحاط بالعباد علمًا بأحوالهم وأفعالهم ونياتهم، القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، وهو المغيث لعباده في الشدائد إذا دعَوه، ومجيبهم ومخلّصهم، وعلاقة الحفيظ بالمقيت: أن المقيت مشتق من القوت، والقوت معناه: مقدار ما يحفظ الإنسان.

May 20, 202229:13
اسم الله المقيت1

اسم الله المقيت1

إن الله -تعالى- هو المقيت، ومعنى المقيت: خالق الأقوات وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة، فالمقيت -سبحانه- هو القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، الوهاب الرزاق، يصرَّف الأقوات بين جميع المخلوقات كيف يشاء، فهو -سبحانه- من أعطى كل إنسان وطير وحيوان قُوته على مر الأوقات، وهو الذي جعل في كل بلدة من المنافع والمكاسب والثمار ما لم يجعله في الأخرى؛ ليتبادل الناس حاجاتهم ومنافعهم، قال -تعالى-: (وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ) [فصلت:10].

وقد امتن المقيت -سبحانه- على عباده بأنواع رزقه الواصلة إليهم، فقال -عز من قائل-: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا *وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً * وَحَدَائِقَ غُلْبًا* وَفَاكِهَةً وَأَبًّا* مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ) [عبس:24-32]؛ فكما تكفل المقيت -عز وجل- بكامل الرزق للإنسان والحيوان، فقد تكفل المقيت -سبحانه بقوت القلوب من المعرفة والإيمان والسعادة والأمان.

وبهذا المعنى فالمقيت يكون بمعنى الرزاق، إلا أنه أخص منه؛ إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت.

أما المعنى الثاني لاسم الله المقيت فهو: المستولي على الشيء القادر عليه، وعلى هذا يكون معنى قول الله -عز وجل-: (وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا) [النساء:85]؛ أي: مقتدرًا ومجازيًا، وهو من "أقات على الشيء" أي: قدر عليه، قال الزبير بن عبد المطلب:

وذي ضغن كففت الشر عنه *** وكنت على إساءته مقيتًا

أما المعنى الثالث لاسم الله المقيت فهو: الحافظ الحفيظ الذي أحاط بالعباد علمًا بأحوالهم وأفعالهم ونياتهم، القائم على جميع المخلوقات بالتدبير والتصريف، وهو المغيث لعباده في الشدائد إذا دعَوه، ومجيبهم ومخلّصهم، وعلاقة الحفيظ بالمقيت: أن المقيت مشتق من القوت، والقوت معناه: مقدار ما يحفظ الإنسان.

May 20, 202228:18
اسم الله المالك2

اسم الله المالك2

إن المُلْك الحقيقي لله وحده؛ لا يشركه فيه أحدٌ، وكلّ مَنْ مَلَكَ شيئاً؛ فإنما هو بتمليك الله له، كما قال صلى الله عليه وسلم:” لا مَالك إلا الله”؛ وفي رواية:” لا مَلِك إلا الله”. وقد يُسمى بعض المخلوقين مَلكاً، إذا اتّسع ملكه، إلا أنّ الذي يستحقّ هذا الاسم؛ هو الله جل وعزّ لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحدٍ غيره، يُؤتى المُلك مَنْ يشاء، وينزع المُلك ممن يشاء، ويعز مَن يشاء؛ ويذلُّ مَنْ يشاء بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. فالمخلوقات لا تملك شيئاً، وقد أنكر تعالى على المشركين؛ الذين عبدوا هذه المخلوقات؛ التي هي مثلهم في الضعف والعبودية لله تعالى، وأنَّها لا تَمْلك من السماوات والأرض شيئاً، ولا مثقال ذرّة، ولا تنفع أحداً ولا تضرّه. قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ) (النحل: 73). وقال سبحانه: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (المائدة: 76). وقال سبحانه: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) (سبأ: 22). وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) (فاطر: 13). فالله تبارك وتعالى هو المَالك لخَزائن السّماوات والأرض، بيدِه الخير، يَرزق مَن يشاء، وهو المَالك للموت والحياة والنُّشُور، والنّفع والضّر؛ وإليه يرجع الأمر كلّه، فهو المَالك لجميع الممالك، العُلوية والسُّفلية، وجميع مَنْ فيهما مَماليك لله؛ فقراء مُدبّرون. وهو سبحانه كلّ يومٍ هو في شأن؛ يتصرّف في ملكوته كيف يشاء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29). قال:” مِنْ شَأنِه أنْ يَغفر ذنباً، ويُفرّج َكرباً، ويَرفعَ قوماً، ويَخْفضَ قوماً آخرين”. وقال تعالى: (يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 247). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تَسُبّوا الدَّهْر، فإنَّ الله عزّ وجلّ قال: أنا الدَّهْر، الأيامُ والليالي لي، أُجَدّدها وأبْلِيها، وآتي بمُلوكٍ بعدَ ملوك”.

May 20, 202227:39
اسم الله المالك1

اسم الله المالك1

إن المُلْك الحقيقي لله وحده؛ لا يشركه فيه أحدٌ، وكلّ مَنْ مَلَكَ شيئاً؛ فإنما هو بتمليك الله له، كما قال صلى الله عليه وسلم:” لا مَالك إلا الله”؛ وفي رواية:” لا مَلِك إلا الله”. وقد يُسمى بعض المخلوقين مَلكاً، إذا اتّسع ملكه، إلا أنّ الذي يستحقّ هذا الاسم؛ هو الله جل وعزّ لأنه مالك الملك، وليس ذلك لأحدٍ غيره، يُؤتى المُلك مَنْ يشاء، وينزع المُلك ممن يشاء، ويعز مَن يشاء؛ ويذلُّ مَنْ يشاء بيده الخير، وهو على كل شيء قدير. فالمخلوقات لا تملك شيئاً، وقد أنكر تعالى على المشركين؛ الذين عبدوا هذه المخلوقات؛ التي هي مثلهم في الضعف والعبودية لله تعالى، وأنَّها لا تَمْلك من السماوات والأرض شيئاً، ولا مثقال ذرّة، ولا تنفع أحداً ولا تضرّه. قال تعالى: (وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئاً وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ) (النحل: 73). وقال سبحانه: (قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَاللّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (المائدة: 76). وقال سبحانه: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ) (سبأ: 22). وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ) (فاطر: 13). فالله تبارك وتعالى هو المَالك لخَزائن السّماوات والأرض، بيدِه الخير، يَرزق مَن يشاء، وهو المَالك للموت والحياة والنُّشُور، والنّفع والضّر؛ وإليه يرجع الأمر كلّه، فهو المَالك لجميع الممالك، العُلوية والسُّفلية، وجميع مَنْ فيهما مَماليك لله؛ فقراء مُدبّرون. وهو سبحانه كلّ يومٍ هو في شأن؛ يتصرّف في ملكوته كيف يشاء، فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: عن النَّبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) (الرحمن: 29). قال:” مِنْ شَأنِه أنْ يَغفر ذنباً، ويُفرّج َكرباً، ويَرفعَ قوماً، ويَخْفضَ قوماً آخرين”. وقال تعالى: (يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة: 247). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:” لا تَسُبّوا الدَّهْر، فإنَّ الله عزّ وجلّ قال: أنا الدَّهْر، الأيامُ والليالي لي، أُجَدّدها وأبْلِيها، وآتي بمُلوكٍ بعدَ ملوك”.

May 20, 202228:45
اسم الله الحكم2

اسم الله الحكم2

أصل الحكْم: المنع، ومنه حكمة اللجام؛ لأنها تمنع الفرس من التمرد، وكذا الحكمة تمنع الرجل من السفاهة، ومنه الحكم؛ لأنه يمنع الخصمين من التعدي.

والحَكم من صيغ المبالغة وهو اسم فاعل بمعنى حاكم، قال تعال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [يوسف: 40], وحكَّمه في الشيء: إذا جعل الحكم إليه.

والحَكم -سبحانه-: هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والحكم –سبحانه-: هو المجازي كل نفس بما عملت، وهو -سبحانه-: حَكمٌ يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميِّز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب، يحكم في خلقه حكماً إلزامياً لا يرد، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41].

والله -جل جلاله- هو الذي يحكم في خلقه بما أراد؛ لأنه لا يحتاج لشاهد، بل -سبحانه- يعلم كل شيء، فلا يعلم جانباً من القضية، وتغيب عنه جوانب أخرى, لذلك فحكمه الحق والعدل، قال -تعالى-: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87]؛ فلم يزل حكيماً قبل أن يحكم، ولا ينبغي ذلك لغيره -سبحانه-.

وهو -سبحانه- الحَكَمُ بين عباده, المظهر الحق من الباطل, المنتصف للمظلوم من الظالم, لا يقع في وعده ريب, ولا في فعله عيب, حكم على القلوب بالرضا والقناعة, وعلى النفوس بالانقياد والطاعة، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].

والله -عز وجل- هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة, ولا يحمِّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه, ويؤدي الحقوق إلى أهلها, فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه, وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، كلها دائرة بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة.

May 19, 202228:35
اسم الله الحكم1

اسم الله الحكم1

أصل الحكْم: المنع، ومنه حكمة اللجام؛ لأنها تمنع الفرس من التمرد، وكذا الحكمة تمنع الرجل من السفاهة، ومنه الحكم؛ لأنه يمنع الخصمين من التعدي.

والحَكم من صيغ المبالغة وهو اسم فاعل بمعنى حاكم، قال تعال: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) [يوسف: 40], وحكَّمه في الشيء: إذا جعل الحكم إليه.

والحَكم -سبحانه-: هو صاحب الفصل بين الحق والباطل، والبار والفاجر، والحكم –سبحانه-: هو المجازي كل نفس بما عملت، وهو -سبحانه-: حَكمٌ يفصل بين مخلوقاته بما شاء، المميِّز بين الشقي والسعيد بالعقاب والثواب، يحكم في خلقه حكماً إلزامياً لا يرد، قال -تعالى-: (وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) [الرعد: 41].

والله -جل جلاله- هو الذي يحكم في خلقه بما أراد؛ لأنه لا يحتاج لشاهد، بل -سبحانه- يعلم كل شيء، فلا يعلم جانباً من القضية، وتغيب عنه جوانب أخرى, لذلك فحكمه الحق والعدل، قال -تعالى-: (فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ) [الأعراف: 87]؛ فلم يزل حكيماً قبل أن يحكم، ولا ينبغي ذلك لغيره -سبحانه-.

وهو -سبحانه- الحَكَمُ بين عباده, المظهر الحق من الباطل, المنتصف للمظلوم من الظالم, لا يقع في وعده ريب, ولا في فعله عيب, حكم على القلوب بالرضا والقناعة, وعلى النفوس بالانقياد والطاعة، قال -تعالى-: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: 50].

والله -عز وجل- هو الذي يحكم بين عباده بعدله وقسطه فلا يظلم مثقال ذرة, ولا يحمِّل أحداً وزر أحد، ولا يجازي العبد بأكثر من ذنبه, ويؤدي الحقوق إلى أهلها, فلا يدع صاحب حق إلا وصل إليه حقه, وهو العدل في تدبيره وتقديره، وأفعاله كلها جارية على سنن العدل والاستقامة ليس فيها شائبة جور أصلاً، كلها دائرة بين الفضل والرحمة، وبين العدل والحكمة.

May 19, 202228:18
اسم الله القابض2

اسم الله القابض2

القابض هو الذي يضيق الأرزاق ويقترها وفق حكمته، وفي كلا البسط والقبض صلاح أو ابتلاء لعبيده، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 21]، وقال -عز من قائل-: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى: 27]، "فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدمًا ولا بخلًا" (الخطابي).

أما المعنى الثاني: فالقابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت أو بالنوم المكتوبان على العباد، فإذا قبض القابض -تعالى- روح عبد فقد أماته أو أنامه، وإذا بسطها الباسط -عز وجل- فقد أحياه أو أيقظه من نومه؛ ففي الصحيحين عن أبي قتادة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حين ناموا عن الصلاة: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها حين شاء" (متفق عليه)

May 18, 202228:30
اسم الله القابض1

اسم الله القابض1

القابض هو الذي يضيق الأرزاق ويقترها وفق حكمته، وفي كلا البسط والقبض صلاح أو ابتلاء لعبيده، قال -تعالى-: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ) [الحجر: 21]، وقال -عز من قائل-: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ) [الشورى: 27]، "فإذا زاده لم يزده سرفًا وخرقًا، وإذا نقصه لم ينقصه عدمًا ولا بخلًا" (الخطابي).

أما المعنى الثاني: فالقابض هو الذي يقبض الأرواح بالموت أو بالنوم المكتوبان على العباد، فإذا قبض القابض -تعالى- روح عبد فقد أماته أو أنامه، وإذا بسطها الباسط -عز وجل- فقد أحياه أو أيقظه من نومه؛ ففي الصحيحين عن أبي قتادة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال حين ناموا عن الصلاة: "إن الله قبض أرواحكم حين شاء، وردها حين شاء" (متفق عليه)

May 18, 202228:59
اسم الله الرقيب2

اسم الله الرقيب2

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه".

يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر.

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة".

(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].

إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.

May 17, 202228:22
اسم الله الرقيب1

اسم الله الرقيب1

قال ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله -تعالى-: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "هو الرَّجل يَدْخل على أهل البيتِ بيتَهم، وفيهم المرأة الحسناء، أو تَمُر به وبهم المرأة الحسناء، فإذا غَفلوا لَحظ إليها، فإذا فَطِنوا غَضَّ بصَره عنها، فإذا غفلوا لَحِظ، فإذا فطنوا غضَّ، وقد اطَّلع الله -تعالى- مِن قَلبه أنه وَدَّ أنْ لو اطَّلع على فرْجِها" (رواه ابن أبي حاتم), وقال ابن عباس: (خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ): "هو الرَّجل يكون جالسًا مع القوم، فتمر المرأة، فيسارقهم النَّظر إليها", وقال أيضا: "يَعلم الله -تعالى- من العين في نظَرِها هل تريد الخيانة أم لا؟"، وكذا قال مجاهد وقتادة, وقال مجاهد: "هي مُسارَقَة نظَر الأعين إلى ما نهى الله عنه".

يُخبر -عزَّ وجلَّ- عن علمه التامِّ المُحيط بجميع الأشياء؛ جليلها وحقيرها، صغيرها وكبيرها، دقيقها وعظيمِها؛ لِيَحذَر الناس عِلْمَه فيهم، فيستحيوا من الله -تعالى- حقَّ الحياء، ويتَّقوه حقَّ تقواه، ويراقبوه مراقبة مَن يعلم أنه يراه, فإنه -عزَّ وجلَّ- يعلم العين الخائنة، وإن أبدَتْ أمانة، ويعلم ما تنطوي عليه خَبايا الصُّدور من الضمائر والسرائر.

وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله -تعالى-: (وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]: "يعلم إذا أنت قدَرْت عليها؛ هل تَزْني بها أم لا؟", وقال السُّدي: "(وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19] أيْ: من الوسوسة".

(وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) [الأنعام: 59].

إذا كان ورق الأشجار والحبُّ في الأرض مراقَبًا، فبالأجدر ابن آدم.

May 17, 202231:59
اسم الله الغفار2

اسم الله الغفار2

أَشْكُو إِلَيْكَ ذُنُوبًا لَسْتُ أُنْكِرُهَا *** وَقَدْ رَجَوْتُكَ يَا ذَا الْمَنِّ تَغْفِرُهَا

مِنْ قَبْلِ سُؤْلِكَ لِي فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** يَوْمَ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَهْوَالِ تَذْكُرُهَا

أَرْجُوكَ تَغْفِرُهَا فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** إِذْ كُنْتَ سُؤْلِي كَمَا فِي الْأَرْضِ تَسْتُرُهَا

اللَّهُمَّ! إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.

May 07, 202229:25
اسم الله الغفار1

اسم الله الغفار1

أَشْكُو إِلَيْكَ ذُنُوبًا لَسْتُ أُنْكِرُهَا *** وَقَدْ رَجَوْتُكَ يَا ذَا الْمَنِّ تَغْفِرُهَا

مِنْ قَبْلِ سُؤْلِكَ لِي فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** يَوْمَ الْجَزَاءِ عَلَى الْأَهْوَالِ تَذْكُرُهَا

أَرْجُوكَ تَغْفِرُهَا فِي الْحَشْرِ يَا أَمَلِي *** إِذْ كُنْتَ سُؤْلِي كَمَا فِي الْأَرْضِ تَسْتُرُهَا

اللَّهُمَّ! إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ وَعَمَلٍ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالسَّدَادَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعِفَّةَ وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنَ الْخَيْرِ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كُلِّهِ؛ عَاجِلِهِ وَآجِلِهِ، مَا عَلِمْنَا مِنْهُ وَمَا لَمْ نَعْلَمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ كُلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لَنَا خَيْرًا.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي فِيهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ.

اللَّهُمَّ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَأَخْرِجْنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّاتِنَا، وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَاجْعَلْنَا مُبَارَكِينَ أَيْنَمَا كُنَّا.

May 07, 202229:27
اسم الله الواسع2

اسم الله الواسع2

إن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبر معناها ودلالتها وآثارها في حياتنا؛ اسم الله "الواسع", والواسع اسم من أسماء الله ورد في القرآن، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:115].

ويوصف -سبحانه- بأنّه موسٍع؛ لقوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)[الذّاريات:47]، ولما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- فَقَالَ:- في حديث أوّل من تُسعّر بهم النّار -: "وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا".

ولما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- فَسَأَلَهُ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: "أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ", ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: "إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا", ومثله ما جاء في دعاء الجنازة، روى مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ".

والواسع -سبحانه-: "هو الذي وسعت رحمته الخلق أجمعين، وقيل: وسِع رزقه الخلق أجمعين، لا تجد أحدا إلاّ وهو يأكل رزقه", وقيل: "الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال".

ويقول الطبري -رحمه الله- عند قوله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 115] أي: "يسع خلقه كلهم بالكفاية والاتصال والجود والتدبير", ويقول الخطابي -رحمه الله-: "الواسع: هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه، والسعة في كلام العرب: الغنى, ويقال: الله يعطي عن سعة أي عن غنى".

May 06, 202227:38
اسم الله الواسع1

اسم الله الواسع1

إن من أسماء الله التي ينبغي أن نتدبر معناها ودلالتها وآثارها في حياتنا؛ اسم الله "الواسع", والواسع اسم من أسماء الله ورد في القرآن، قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:115].

ويوصف -سبحانه- بأنّه موسٍع؛ لقوله -تعالى-: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)[الذّاريات:47]، ولما رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- فَقَالَ:- في حديث أوّل من تُسعّر بهم النّار -: "وَرَجُلٌ وَسَّعَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَعْطَاهُ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ كُلِّهِ فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا".

ولما رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَامَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صلّى الله عليه وسلّم- فَسَأَلَهُ عَنْ الصَّلَاةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ؟ فَقَالَ: "أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ", ثُمَّ سَأَلَ رَجُلٌ عُمَرَ فَقَالَ: "إِذَا وَسَّعَ اللَّهُ فَأَوْسِعُوا", ومثله ما جاء في دعاء الجنازة، روى مسلم عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلّى الله عليه وسلّم- قَالَ: "اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعَافِهِ وَاعْفُ عَنْهُ وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ".

والواسع -سبحانه-: "هو الذي وسعت رحمته الخلق أجمعين، وقيل: وسِع رزقه الخلق أجمعين، لا تجد أحدا إلاّ وهو يأكل رزقه", وقيل: "الذي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال".

ويقول الطبري -رحمه الله- عند قوله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة: 115] أي: "يسع خلقه كلهم بالكفاية والاتصال والجود والتدبير", ويقول الخطابي -رحمه الله-: "الواسع: هو الغني الذي وسع غناه مفاقر عباده، ووسع رزقه جميع خلقه، والسعة في كلام العرب: الغنى, ويقال: الله يعطي عن سعة أي عن غنى".

May 06, 202227:45